من اليهود، فقالوا: إنا سائلوك عن أربع خصال، فإن أخبرتنا عنها صدقناك وآمنا بك... قالوا: عن الشبه كيف يكون من المرأة وإنما النطفة للرجل؟
فقال: أنشدكم بالله، أتعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة وأن نطفة المرأة حمراء رقيقة؟ فأيتهما غلبت صاحبتها كانت لها الشبه.
قالوا: اللهم، نعم. (1) 1116. الإمام الباقر (عليه السلام): أتى رجل من الأنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: هذه ابنة عمي وامرأتي لا أعلم (2) إلا خيرا، وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط (3)، أفطس (4) الأنف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي.
فقال لامرأته: ما تقولين؟
قالت: لا والذي بعثك بالحق نبيا، ما أقعدت مقعده مني منذ ملكني أحدا غيره.
قال: فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله) برأسه مليا، ثم رفع بصره إلى السماء، ثم أقبل على الرجل فقال:
يا هذا، إنه ليس من أحد إلا بينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقا كلها تضرب في النسب، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبهة لها، فهذا من تلك العروق التي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك، خذ إليك ابنك.