فقال رسول الله: اعصب جرحك، فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها (1) قد أعدتها للجراح فربطت جرحي، والنبي واقف ينظر إلي. ثم قالت: انهض بني فضارب القوم، فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة! (2) 253. الطبقات الكبرى عن محمد بن عمر: شهدت أم عمارة بنت كعب أحدا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، وخرجت معهم بشن (3) لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا، وجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد.
قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله، فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس، حتى خلصت إلي الجراح. (4)