وإلا فتلك الطاعة الكبرى، أن يهلك الإنسان نفسه وينجو الآخرون به، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) كما ورد في الجزء الأول من بحار الأنوار للمجلسي أنه (عليه السلام) قال إلى عنوان البصري:
" واهرب من الفتيا هربك من الأسد ولا تجعل رقبتك للناس جسرا ".
ومن مضمون ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من أفتى بغير علم فعليه وزر من عمل بفتواه إلى يوم القيامة ".
وهذه النصيحة هي التي كان مراجعنا الأعلام ينصحون بها طلاب العلوم الدينية ويوصوهم أن يعودوا أنفسهم على قول لا أعلم وينشروها بين الطلبة حتى يكون التريث في الفتيا وعدم التسرع بها من دون تأكد هي طريقهم وديدنهم، وأن كلمة لا أدري تعتبر نصف العلم، كما تعلمون.
أما مطلق الكذب فحرمته أعظم من كثير من الكبائر فقد وصف الله سبحانه الكاذب في كتابه المجيد بأنه كافر بآيات الله بقوله: (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله