معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٩٥
، أقصد الخط الرسالي، أو ينسب إلى كل ما هو برئ منه.
فإذا حدث هذا فهو أمام العامة لم يقترب من ساحة النبوة، بمعنى روي في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من آذى عليا فقد آذاني " (1). فخط التشويه يوجه الأذى إلى علي، ويمكن للعامة أن تتقبل ذلك.
ولكن الحقيقة أن عليا لم يكن هو الهدف، وهذا لا يفهمه إلا عاقل منصف.
ولقد كان النبي يغضب عندما يؤذي أحد عليا. فعن سعد بن أبي وقاص قال:
كنت جالسا في المسجد أنا ورجلين معي، فنلنا من علي، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان يعرف في وجهه الغضب، فتعوذت بالله من غضبه فقال: ما لكم وما لي!!؟ من آذى عليا فقد آذاني (2)، لم يقل: ما لكم وعلي، وإنما قال: ما لكم وما لي. وعلي هذا المقياس نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من سب عليا فقد سبني " (3).
وروي أن رجلا من أهل الشام جاء فسب عليا عند ابن عباس، فحصبه ابن عباس وقال: يا عدو الله أذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " (4).
وروي أن معاوية أصدر العديد من القرارات بعد عودته من المدينة إلى الشام. روى المدائني: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة:
برأت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته، فقام الخطباء من كل كورة، وعلى كل منبر، يلعنون عليا ويبرأون منه ويوقعون فيه وفي أهل بيته " (5)، ثم كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: " لا تجيزوا لأحد من شيعة علي

(1) رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات (الزوائد 129 / 9).
(2) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات (الزوائد 129 / 9).
(3) رواه أحمد ورجاله ثقات (الفتح 130 / 9) والحاكم وصححه (المستدرك 121 / 3).
(4) رواه الحكم وأقره الذهبي (المستدرك 152 / 3).
(5) ابن أبي الحديد 595 / 3.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459