معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٥٦
ولما كان الدجال خارج لا محالة في آخر الزمان. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة " (1). ولما كانت جميع الفتن منذ كانت الدنيا تصب شذوذها في سلة لها موضع عند الدجال، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة أو كبيرة إلا لفتنة الدجال " (2)، فإن ملامح العذاب الذي يصيب الظالمين من الأمة ترى صورته على طريق الدجال. وطريق الدجال داخل مربع الأمة يبدأ كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عند دائرتين: " ثلاثة من نجا منها فقد نجى، من نجا عند موتي، ومن نجا عند قتل خليفة يقتل مظلوما وهو مصطبر يعطي الحق من نفسه فقد نجا، ومن نجا من فتنة الدجال فقد نجا " (3). فالدائرة الأولى حادث أو موقف ينشأ عند موت النبي صلى الله عليه وسلم، والدائرة الثانية قتل خليفة يعمل بالحق ويسير بالحق وهدفه الحق. فالذي ينجو من الدائرة الأولى، ويدخل في أمان الدائرة الثانية تسوقه أقدامه إلى أمان الدائرة الثالثة والتي يكون مركزها الدجال. فالأمان يدفع إلى أمان. ومن وقع في فتنة الدجال، فإن لوقوعه أسباب سلك طريقها يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من الدجال، ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها " (4).
فهذا باختصار طريق العذاب وبعض ملامحه. والله تعالى لا يظلم الناس.
والعذاب الذي يرونه ما هو إلا نتيجة طبيعية لأعمالهم. والله تعالى أخذ على نفسه الرحمة، وأنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. ولقد ساق النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إلى طريق الهداية. وحذرهم من كل سبيل

(1) رواه مسلم (الصحيح 55 / 18) الترمذي (الجامع 232 / 4) وأحمد (الفتح الرباني 76 / 24) الحاكم (المستدرك 536 / 1).
(2) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (الزوائد 335 / 7).
(3) رواه أحمد والطبراني والضياء بسند صحيح (كنز العمال 180 / 11) والحاكم وصححه (المستدرك 101 / 3).
(4) رواه أحمد والبزار وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح (الزوائد 335 / 7).
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459