معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١٤٤
البادية. فلما أراد قتلهما قال الكناني: على ما تقتل هذين ولا ذنب لهما، فإن كنت قاتلهما فاقتلني. قال بسر افعل. فبدأ بالكناني فقتله ثم قتلهما، وقتل بسر في مسيره هذا جماعة كثيرة من شيعة علي باليمن، وبلغ عليا خبر بسر فوجه جارية بن قدامة في ألفين ووهب بن مسعود في ألفين، وهرب بسر وأصحابه (1).
كان هذا هو منهج معاوية في القتال. تجنب ملاقاة على في الميدان، والإغارة وسلب ما يمكن سلبه ثم الارتداد للخلف نحو الشام، وقتل كل من في الطريق، طفلا أو شيخا، وعرض النساء المسلمات في الأسواق، ومن قبل وضع من فيه شئ من حياة في جلد حمار، ثم إشعال النار فيه. كانت هذه سيرته في بداية الطريق، وسنرى فيما بعد كيف كانت سيرته على امتداد الطريق.
وينبغي في هذا المقام أن نذكر تقديم ابن كثير لغارات معاوية، وهو تقديم يجعل الباحث في حيرة. فهو عندما تحدث عن التحكيم قدم الروايات التي أجمعت عليها الأمة وتفيد بأن أبي موسى وعمرو اتفقا على خلع علي ومعاوية.
وعندما خلع أبو موسى صاحبه، وجاء الدور على ابن العاص فعل ما فعل، وبرر ابن كثير ما فعله عمرو بأنه رأى أن ترك الناس بلا إمام يؤدي إلى مفسدة طويلة!! (2)، هذا ما قاله هناك، ثم نراه يقول هنا، وهو يتحدث عن غارات معاوية، إن أبا موسى وعمرا كانا قد اتفقا على خلع علي - ولم يشر إلى معاوية - وأن معاوية تحرك على هذه الخلفية حيث إنه كان يعتقد أنه الإمام الذي يجب طاعته. وإليك ما قاله ابن كثير بنصه: جهز معاوية جيوشا كثيرة فرقها في أطراف معاملات علي. وذلك أن معاوية رأى بعد أن ولاه عمرو بن العاص بعد اتفاقه مع أبي موسى على عزل علي. إن ولايته وقعت الموقع فهو الذي يجب طاعته فيما يعتقد. ولأن جيوش علي من أهل العراق لا تطيعه في كثير من الأمر ولا يأتمرون بأمره، فلا يحصل بمباشرته المقصود من الإمارة والحالة هذه، فهو

(١) الطبري ٨١ / ٦، الكامل ١٩٣ / ٣، البداية والنهاية ٣٢٣ / ٧، ابن أبي الحديد ٢٧٣ / ١.
(٢) البداية والنهاية 284 / 7.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459