لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٠٣
فقال عبد الله بن عامر:
(رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك، وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك، فلا تكون همة أحدهم إلا نفسه: وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروته) (123).
وعليه فإن حركة الفتوح، لم تعد هدفا رساليا، مقدسا. كما كانت على عهد الرسول صلى الله عليه وآله بل تحولت إلى أسهم في بورصة الجهاد. إذ لما كان عثمان قد ولى عبد الله بن عامر البصرة، وولى سعيد بن العاص الكوفة، كتب إليهما: أيكما سبق إلى خراسان، فهو أمير عليها. فخرج عبد الله بن عامر، وسعيد بن العاص، فأتى دهقان من دهاقنة خراسان إلى عبد الله بن عامر فقال: ما تجعل لي إن سبقت بك؟ قال: لك خراجك وخراج أهل بيتك إلى يوم القيامة فأخذ به على طريق مختصر إلى (قومس)، وعبد الله بن حازم السلمي على مقدمته. الخ) (124) وقد كثرت الفتوح التي قادها ضعاف الإيمان، فتحت هراة ومرو الروذ، ثم الطالقان والغارياب، وطخارستان. وأرمينية، وجرزان.. وكان عثمان قد بعث بجيش، وجعل معاوية أميرا لهم، على الصائفة في سنة 32، فبلغوا إلى مضيق القسطنطينية وفتحوا فتوحا كثيرة (125).
لم تكن حكومة عثمان تهئ برنامجا تثقيفيا للبلدان المفتوحة. بل كانت جيوشه تكتفي بإخضاع البلدان إلى الاستسلام، ثم نهب ثرواتها، ثم الافساد فيها.
والتواريخ تطفح بالأخبار عن عمال عثمان، ولهوهم وعبثهم في الإمارات (126).

(123) تجارب الأمم: مسكويه (ص 273 ج 8) (124) - تاريخ اليعقوبي (ص 116 - 167 ج 2) (125) - نفس المصدر.
(126) - حتى يذكر أن الوليد أصبح وهو سكران وصلى بالناس الفجر أربع ركعات.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405