لقد كان هؤلاء وأمثالهم يمارسون نمطا من التحرك، يجمع بين نقد الواقع وتحريض الناس، وبين الدعوة إلى خط آل البيت (ع).
فآخذت هذه الفئة عثمان، على قضايا كثيرة، تتجاوز في أهميتها واقع التفاوت الطبقي والعشائري، لتحاكمه على قضايا دينية وعقيدية محضة! ومن جملة ما أحصته عليه:
(1) عدم إقامته الحد، على قاتل الهرمزان، وأبي لؤلؤة وامرأته وطفلة صغيرة. ولم يستجب للقضاء الشرعي الذي صدر يومها عن الإمام علي (ع)، وهو الحكم الوحيد الذي ينسجم مع الشريعة الإسلامية.
(2) استرجاع الحكم بن أبي العاص إلى المدينة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وآله قد نفاه ورفض عليه البقاء فيها كما أثبت المؤرخون. وقد ذكر الواقدي أن الرسول صلى الله عليه وآله قال له: لا تساكني في بلد أبدا، فجاء عثمان فكلمه فأبى، ثم كان من أبي بكر مثل ذلك ثم كان من عمر مثل ذلك.
(3) ضربه عمار بن ياسر، وكذلك بن مسعود حتى كسر ضلعه، بعد أن عزله وقطع عليه العطاء.
(4) نفيه أبا ذر الغفاري إلى الربذة.
(5) مصادرته فدك من بني فاطمة الزهراء (ع) وإقطاعها مروان.
(6) جعله الإمارة دولة بين أقربائه وعزله الصحابة الكبار عنها.
(7) حرقه للمصاحف (119).