لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٩٢
إن المسألة ليست بهذه البساطة، فعثمان منذ البداية سلك نمطا من الخلافة العشائرية، حيث حمل بني أمية على رقاب الناس، وهو إنذار سبق أن قاله عمر بن الخطاب عند مقتله، وقد مني عثمان بمعارضة قوية أكثر من أي خليفة آخر، والسبب في ذلك، هو أن عثمان بلغ مستوى أكثر تعسفا في تقريب عشيرته، وإعطائها المناصب الحساسة في الدولة الإسلامية.
ولو أخذنا بعين الاعتبار، عامل العشيرة في تشكيل الكيان المعارض لعثمان، سوف ندرك أن عثمان لم يتعرض للقتل لأنه، خالف الالتزام الديني فحسب، وإنما لأنه، رفع من عشيرته، ومكن لها، وسلمها مقاليد الخلافة. كيف - إذا - بدأت خلافة عثمان، وكيف انتهت؟.
لقد تعهد عثمان منذ تسلمه مقاليد الخلافة، بأنه سيتمسك بسيرة الشيخين أبي بكر وعمر وعثمان بن عفان رجل يعي كلامه، وهو وأحد المقربين إلى الشيخين، ومدرك لكل مسالكها في الداخل والخارج. وهو الذي عاش مع الرسول صلى الله عليه وآله وشهد غدير خم، فهو يدرك أن الشيخين هما أول مغامرين في الإسلام، وعرف أيضا، أنه إذا سلك مسيرة الشيخين فإنه سينطلق من نفس منطلقاتها، وهي التعاطي السلبي مع آل البيت (ع) والصحابة الكبار، لقد بدأ بدعم الطلقاء وأبنائهم خلافته، بتعطيل حكم الإسلام في قضية عبيد الله بن عمر قاتل الهرمزان، وجفينة وبنت أبي لؤلؤة، انتقاما لأبيه كما تقدم. وقد استفتى الصحابة، وقضى علي (ع) بقتله وعثمان، أقسم إنه سيقيم عليه الحد، إلا أنه تجاوز عنه بعد أن تدخل عمرو بن العاص، وكان ذلك بمثابة أول شرخ في جهاز القضاء في عهد عثمان، كان منذ البداية قد أسفر عن الوجه الحقيقي، لتوجهه السياسي. وهو العمل على بناء عشيرته وتقويتها. بعد أن كانت حركة الإسلام قد أضعفتها وكسرت شوكتها. كما كان جهازه الاستشاري مؤلفا من الذين أدخلهم الخوف إلى الإسلام. واستبعد كبار الصحابة، فلما وصل الخبر بما يروج حوله من نعي وانتقاد. أرسل إلى معاوية وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وإلى سعيد بن العاص، وإلى عمرو بن العاص، وآخرون مثلهم، فجمعهم يشاورهم ويخبرهم بما بلغ منه، فلما اجتمعوا عنده قال: (إن لكل امرئ وزراء نصحاء، وانكم
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405