لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٠١
فعل ذلك سرا. وعلم عبد الرحمن إن العهد سرا بالخلافة لا يمكنه من ركوبها. إنه يريد منه علانية على غرار عمر وأبي بكر. فلما أحس بذلك علم أن عهده قد نكث، فعاداه. هذه العداوة التي ستنتهي إلى التفكير في الانتقام. كيف لا، وعبد الرحمن بن عوف، قد زهد في كل شئ وغامر بكل مكتسباته ليثبت عثمان.
لقد أفسد علاقته مع علي (ع) وشيعته. وسقط من أعين الصحابة الكبار.
لذلك سيحاول عبد الرحمن، استدراك الخطيئة، ليتقرب إلى علي (ع) من جهة، ويسقط عثمان من جهة أخرى. وقد تحين الفرص كلها من أجل إسقاط عثمان. حتى إذا كان وفاة أبي ذر في الربذة، استغلها كورقة سياسية ودينية في نعي عثمان. يروي الواقدي: لما توفي أبو ذر بالربذة، تذاكر علي وعبد الرحمن فعل عثمان. فقال علي (ع) له هذا عملك، فقال عبد الرحمن فإذا شئت فخذ سيفك وآخذ سيفي، إن خالف ما أعطاني). وهذه (أعطاني) تدل على أن عبد الرحمن صادق وذكي لما قالها في صيغة المجهول. فأعطاني، أي وعد الخلافة!.
أمام هذا الواقع المتموج بالرفض والتمرد. كان لا بد لعثمان أن يسلك نهجا سياسيا يقيه من ضربات المعارضة، ويجنبه خطر السقوط فما هي الإجراءات التكتيكية، التي اتخذها عثمان، لتطويق حالة الرفض الاجتماعي؟.
لسنا طبعا مثل طه حسين، لما حرص على إيجاد المبررات التاريخية للفتنة الكبرى. قال إنهم معذورون؟ لأنهم لم يعرفوا حتى ذلك الزمان، معنى الدستور! أقول، إن السيطرة على الظلم في مجتمع بسيط هو أسهل بكثير منه في مجتمع مدني معقد. وممارسة العدالة، كانت منذ غابر العصور فضيلة تذكر في الأمم. بل إن العدل كان يمارس كفضيلة أخلاقية إلى جانب كونه قيمة حقوقية.
ومن جهة أخرى فإن السياسة حتى في زمن عثمان، لم تكن تمارس بسليقة اجتماعية كما يتصور البعض. إنما كانت تمارس بتخطيط محكم. والمستشارون الذين اعتمدهم عثمان، كانوا من دهاة العرب. و (السترجة) العثمانية في تحجيم دائرة الرفض، وتوفير التهدئة الضرورية، كانت تتجسد في ثلاثة مسالك:
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405