سوى لأنها لا تملك أن تكتب التاريخ، بينما أعداؤها يملكون كتابته.
بعض المؤرخين، يريدون تزييف الحقائق وإعادة ترميمها. فيفسدونها، ويوقعون أنفسهم في مآزق. لقد فشل الرسول صلى الله عليه وآله في أن يربي أصحابه فقط على الإيمان والإسلام. ثم إن أبا بكر ورجالاته لم يستطيعوا إقناع (سجاح) بالعودة إلى الإسلام. حتى يأتي معاوية بن أبي سفيان. فيقنعها بذلك.
عندما وقعت المعاهدة بين الحسن (ع) ومعاوية بن أبي سفيان فلم تزل سجاح في تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة وجاءت معهم وحسن إسلامهم وإسلامها. وانتقلت إلى البصرة وماتت بها وصلى عليها سمرة بن جندب، وهو على البصرة لمعاوية قبل قدوم عبيد الله بن زياد من خراسان وولاية البصرة) (62).
وكان مالك بن نويرة، قد أذعن وأقر بقبوله لتقديم الزكاة. غير أن خالد بن الوليد الذي انتهى من قتال فزارة وغطفان وأسد وطئ يريد البطاح، وبها مالك بن نويرة قد تردد عليه أمره) (63) فتمرد الأنصار عن خالد بن الوليد، وقالوا: إن هذا ليس بعد الخليفة إلينا إلا أن خالدا أصر على المسير.
ووصل خالد بن الوليد إلى البطاح وأهلها، متفرقون ليسوا عازمين على التمرد. وكان مالك بن نويرة قد أقنعهم بذلك فأجابوا. وجاء مالك بن نويرة يناظرهم (64)، غير أن خالد بن الوليد لم يأبه بالرجل ولا إسلامه. قال اليعقوبي:
فأتاه مالك بن نويرة يناظره، واتبعته امرأته فلما رآها خالد أعجبته فقال: والله لا نلت في مثابتك حتى أقتلك، فنظر مالكا، فضرب عنقه، وتزوج امرأته.
فلحق أبو قتادة بأبي بكر، فأخبره الخبر، وحلف إلا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكا مسلما، فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر: يا خليفة رسول الله! إن خالدا قتل رجلا مسلما، وتزوج امرأته من يومها. فكتب أبو بكر إلى خالد.
فاشخصه: فقال يا خليفة رسول الله أني تأولت، وأصبت، وأخطأت).