لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٥٨
(إنما قال: أقيلوني، ليثور (أي ليبحث) ما في نفوس (قلوب) الناس من بيعته، ويخبر ما عندهم من ولايته، فيعلم مريدهم وكارههم، ومحبهم ومبغضهم، فلما رأى النفوس إليه ساكنة، والقلوب لبيعته مذعنة استمر على إمارته، وحكم حكم الخلفاء في رعيته، ولم يكن منكرا منه أن يعهد إلى من استصلحه لخلافته) (74) والواقع إن ثمة، ثغرة لم يكشف عنها بن أبي الحديد، هو أن سكوت الناس لا يعني (سكونهم) ورب حكومات، تحركت جنودها، للجم الكلمة من الناس، تمهيدا لخطبة يلقيها الحاكم، فيظهرون على حال (السكينة) بينما هم مسلوبو (الكلام)!.
لقد حاول البعض أن يقيس على منهج (إبليس) في القياس بين موقف أبي بكر (حين قال أقيلوني فلست بخيركم) وعلي بن أبي طالب (ع) يوم قال للناس بعد أن بايعوه: (دعوني والتمسوا غيري، فأنا لكم وزيرا خير مني لكم أميرا) والإمام علي (ع) لم يقل إنه ليس بخير من الناس، ولم يقل أنه واجد في نفسه، لإصراره على حق قال إنه حقه، وما تلزمه كلمة حق من معنى (الشرعية) وهو رفض الخلافة بعد أن أتت إليه (فاسدة) وقد وصل الخراب إلى آخر مواقع المجتمع الإسلامي. قالها بعد أن لعب بالخلافة من ليس لها أهل. ولكنه لما وليها عهد بها إلى ابنه الحسن (ع) لأنه جدير بها. ولأنه فعلها استجابة للنص لا للرأي. ولو لم تكن المسألة نصا. لكان علي (ع) أجدر أدبا، أن يبعد عنها ابنه، ولو كانت المسألة، مسألة، تظاهر بالعدل والزهد، لكان علي (ع) أحق بهذا الزهد.
لقد أمسك أبو بكر وعمر الخلافة، ومارسها بارتياب وتعثر بسبب عدم جدارتهما. وفي ذلك يقول الإمام علي (ع): (ويكثر العثار فيها والاعتذار.
وذلك بسبب الاعتذار التي رافقت سياسة الخليفتين، وبسبب أخطائهما القتالية، وعثارهما في سياستهما. وكان عمر بن الخطاب متحمسا للخلافة بعد أبي بكر، فلما كتب العهد أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له

(74) - شرح النهج (ص 169 - 1 - 2).
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405