عليه السلام بالقتال، فما هو عذرك يا عقاد في التماس العذر لخالد؟
ويكفينا ردا على العقاد، أنه أبطل أعذاره بنفسه وناقضها بأكلمها حين اعترف بقوله:
وقد عم النكير على الحادث بين أجلاء الصحابة، من حضر منهم السرية ومن لم يحضرها - فإذا كان أجلاء الصحابة شددوا النكير على خالد حتى هربوا من جيشه واشتكوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان عبد الرحمن بن عوف قد اتهم خالدا بقتل القوم عمدا ليدرك ثأر عميه - كما شهد بذلك العقاد -.
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رفع يديه إلى السماء وقال ثلاث مرات: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد.
وإذا كان النبي بعث بعلي ومعه أموال فودى لبني جذيمة دماءهم وما أصيب من أموالهم حتى استرضاهم - كما شهد العقاد - هذا يدل على أن القوم أسلموا ولكن خالد ظلمهم واعتدى عليهم فهل من سائل يسأل العقاد الذي يحاول جهده تبرير خالد إن كان هو أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تبرأ إلى الله ثلاث من فعله؟
أو من أجلاء الصحابة الذين أنكروا عليه؟ أو من الصحابة الذين حضروا الواقعة وهربوا من السرية لهول ما رأوه من صنيعه المنكر؟ أو من عبد الرحمن بن عوف الذي كان معه في السرية وهو لا شك أعرف بخالد من العقاد، والذي اتهمه بقتل القول عمدا ليدرك ثأر عميه؟
قاتل الله التعصب الأعمى والحمية الجاهلية التي تقلب الحقائق، ومهما اختصر البخاري القضية في أربعة سطور، فإن فيما أورده كفاية لإدانة خالد وبقية الصحابة الذي أطاعوه في قتل المسلمين الأبرياء والذين ذكرهم العقاد بقوله: فأطاعه في قتلهم بنو سليم ومن معه من الأعراب، ولكن البخاري لا يستثني من الصحابة الذين أطاعوه إلا اثنين أو ثلاثة هربوا من الجيش ورجعوا للنبي يشتكون خالد فلا يمكن لك أن تقنعنا يا عقاد بأن