كغيره من مفكري أهل السنة، بعد ما يورد القصة بكاملها يلتمس أعذارا باردة ملفقة لخالد بن الوليد لا تقوم علي دليل ولا يقبلها عقل سليم - وليس للعقاد عذر سوى أنه يكتب عبقرية خالد. فكل ما جاء به من أعذار لخالد فهي واهية كبيت العنكبوت والذي يقرأها يشعر بسخافة الدفاع ووهنه.
فكيف وقد شهد هو بنفسه في كلامه بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسلهم دعاة ولم يأمرهم بقتال - وأعترف بأن بني جذيمة نزعوا سلاحهم بعد ما لبسوه عندما خدعهم خالد بقوله لأصحابه: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا واعترف أيضا بأن جحدم الذي رفض نزع السلاح وحذر قومه بأن خالدا سيغدر بهم بقوله: ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد، والله ما بعد وضع السلاح إلا الأسار وما بعد الأسار إلا ضرب الأعناق، والله لا أضع سلاحي أبدا. وقال العقاد بأن بني جذيمة ما زالوا به حتى نزع سلاحه، وهذا ما يدل على إسلام القوم وحسن نيتهم.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسلهم دعاة ولم يأمرهم بقتال كما شهدت يا عقاد فما هو عذر خالد لمخالفة أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
هذه عقدة لا أحسبك تحلها يا عقاد.
وإذا كان القوم قد نزعوا السلاح وأعلنوا إسلامهم وغلبوا صاحبهم الذي أقسم أن لا يضع سلاحه حتى أقنعوه كما اعترفت به يا عقاد فما هو عذر خالد للغدر بهم وقتلهم صبرا وهم عزل من السلاح؟
وقد قلت بأن خالد أمر بهم فكتفوا وعرضهم على السيف. وهذه عقدة أخرى ما أظنك قادرا على حلها يا عقاد. وهل الإسلام أمر المسلمين بقتل من لم يقاتلهم؟ على فرض أنهم لم يعلنوا إسلامهم. كلا فهذه حجة المستشرقين أعداء الإسلام والتي يروجونها اليوم.
ثم اعترفت مرة أخرى بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمره بقتال القوم، إذ قلت بأن المهاجرين والأنصار أنكروا على خالد أن يقتل أحدا غير مأمور من النبي