المهاجرين والأنصار وعددهم ثلاثمائة وخمسون كما صرحت أنت بذلك لم يطيعوا خالد في قتل القوم وهربوا كلهم من الجيش فهذا لا يصدقه أحد من الباحثين.
ولكنها محاولة منك للحافظ على كرامة السلف الصالح من الصحابة وستر الحقائق بأي ثمن. وجاء الوقت لإزاحة الستار ومعرفة الحق.
وكم لخالد بن الوليد من مجازر شنيعة حدثنا عنها التأريخ خصوصا يوم البطاح عندما انتدبه أبو بكر على رأس جيش كبير مؤلف من الصحابة الأولين فغدر أيضا بمالك بن نويرة وقومه ولما وضعوا السلاح أمر بهم فكتفوا وضرب أعناقهم صبرا، ودخل بزوجة مالك ليلى أم تميم في نفس الليلة التي قتل فيها بعلها. ولما وقف عمر بن الخطاب يقتص منه وقال له: قتلت أمرءا مسلما ثم نزوت على زوجته، والله لأرجمنك بأحجارك يا عدو الله! وقف أبو بكر إلى جانب خالد وقال لعمر: إرفع لسانك عن خالد فإنه تأول فأخطأ. وهذه قضية أخرى يطول شرحها ويقبح عرضها. فكم من مظلوم يهضم حقه لأن ظالمه قوي عزيز، وكم من ظالم ينصر ظلمه وباطله لأنه غني ومقرب للجهاز الحاكم، فهذا البخاري عندما يستعرض قصة بنو جذيمة يبترها بترا ويقول: بعث النبي خالد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا.
فهل كان بنو جذيمة فرس أم أتراك أم هنود وألمان، حتى لا يحسنوا أن يقولوا أسلمنا يا بخاري؟ أم هم من القبائل العربية التي نزل القرآن بلغتهم؟ ولكن التعصب الأعمى والمؤامرة الكبرى التي حيكت للحفاظ على كرامة الصحابة هي التي جعلت البخاري يقول مثل هذا القول ليبرر فعل خالد بن الوليد. وهذا العقاد أيضا يقول: فسألهم خالد أمسلمون أنتم؟ ثم يقول العقاد: فقيل إن بعضهم أجابه بنعم وبعضهم أجابه صبأنا صبأنا وكلمة فقيل تدل دلالة واضحة على أن القوم يتمسكون بأي شئ قد