عهد بجاهلية، فما هو عذرهم في معركة حنين التي وقعت في آخر السنة الثامنة للهجرة النبوية ولم يبق من حياة النبي معهم إلا عامين ورغم كثرة عددهم وعدتهم فقد أطلقوا أرجلهم للريح وهربوا غير ملتفتين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فالقرآن الكريم يبين بوضوح مواقفهم المتخاذلة وهروبهم من الزحف في تلك المعركة بقوله:
ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين [التوبة: 26].
يبين سبحانه بأنه قد ثبت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والذين صبروا معه على القتال بإنزال السكينة عليهم، ثم أمدهم بجنود من الملائكة يحاربون معهم ونصرهم على الكافرين فلا حاجة للمرتدين الذين يفرون من العدو خوفا من الموت، ويعصون بذلك ربهم ونبيهم، وكلما امتحنهم الله وجدهم فاشلين.
ولمزيد البيان لا بد لنا من استعراض الرواية التي أخرجها البخاري بخصوص انهزام الصحابة يوم حنين.
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الخامس في باب قول الله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا. من كتاب المغازي.
أن أبا قتادة قال: لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين يختله من رواءه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني فضربت يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما