المصحف أول كل سورة سوى سورة براءة (التوبة) مع الأمر بتجريد القرآن عن كل ما ليس منه.
وكذلك لم يكتبوا (آمين) في آخر الفاتحة... ثم ينقل عن مالك والحنفية وآخرين أنهم ذهبوا إلى البسملة أنها آية مستقلة نزلت لبيان رؤوس السورة والفصل بينها.
وعن حمزة من قراء الكوفة وأحمد أنها واحدة من الفاتحة دون غيرها من سورة القرآن (1) وعن علي بن أبي طالب (ع) أنه سئل عن السبع المثاني فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال له إنما هي ست فقال: بسم الله الرحمن الرحيم آية (2) وعن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم (3).
أضف إلى ذلك أن سيرة المسلمين جرت دوما على قراءة البسملة في مطالع السور لدى تلاوة القرآن وثبت بالتواتر قراءة النبي (ص). وكيف لا تكون جزءا من القرآن والنبي (ص) والمسلمون يواظبون على قراءتها لدى تلاوتهم القرآن.
وأما ما ذهب إليه بعضهم من احتمال أن البسملة آية مستقلة وليست جزء من سورة القرآن احتمال واه وضعيف لأن مفهوم البسملة يشعر ببداهة العمل ولا يفصح عن معنى منفصله مستقل.
وفي اعتقادنا أن الاصرار على فصل البسملة عن السورة تعصب لا مبرر