وهذا هو الهدف من وراء تقويم مفهوم الصحبة بهذا الشكل الساذج. وهو الهدف أيضا من وراء الزجر والوعيد الذي رفع شعاره القوم لإرهاب كل من يحاول المساس بهذه القاعدة أو الخروج عليها إن من الاستحالة أن يكون مجتمع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مجتمعا ملائكيا. أو مجتمع أي رسول.
فالرسل ليس دورهم أن يحولوا الناس إلى ملائكة. أنما دورهم ينحصر في التبليغ والتبيين والناس أحرار في قبول دعوتهم أو رفضها. حتى الملتزمون بهذه الدعوة هم درجات من الإيمان بها والالتزام بأحكامها لقد كان الهدف من فكرة العدالة هدفا سياسيا. إذ لو كانت العدالة منحصرة في فئة محدودة ممن عاصروا الرسول. لما أمكن لأحد أن يروي عن الرسول إلا هذه الفئة. ولما أمكن اختراع هذا الكم الهائل من الروايات المنسوبة للرسول والتي اعتمد عليها الحكام في تدعيم سلطانهم. واعتمد عليها الفقهاء في دعم أطروحتهم وإلزام الأمة بالسير على نهجهم..
كان الهدف من فكرة العدالة هو إدخال هذا الكم من الرجال المشبوهين في دائرة الثقة والإيمان حتى يمكن للأمة أن تتلقى منهم دون حرج..
الهدف هو مساواة معاوية بالإمام علي. وبالتالي تضيع الحقيقة وتسير الأمة من وراء معاوية. وهو ما حدث بالفعل (9)..
وقد تحقق لهم أن نشأت أجيال التابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم على الإعتقاد بعدالة جميع الصحابة ومنهم معاوية الذي استسلمت الأمة لخطه وباركه فقهاء الخديعة وأهمل تماما خط الإمام علي ودخل دائرة النسيان..
وحتى بعد أن سب معاوية الإمام عليا على المنابر وهو ما يخالف اعتقاد القوم الذين يحكمون على ساب الصحابي تارة بالكفر وتارة بالجلد والحبس وتارة بالقتل.
لم يدفعهم هذا إلى نبذه ومقاطعته وهذا الأمر إن دل على شئ فإنما يدل على التواطؤ والانحياز لبني أمية..
لم يكن الهدف من فكرة العدالة هو الحفاظ على الدين وإنما كان الهدف هو ضرب أصحاب العدالة الحقيقيين والتغطية عليهم..
ونظرا لكون الأمة سارت في خط بني أمية وبني العباس فهي قد تلقت دينها من