فبواسطة الاجماع تم تمرير الروايات التي ترفع الآخرين على حساب الإمام..
لقد كان الهدف من وراء فكرة التضخيم هو دفع الأمة إلى الاقتداء برموز محددة تخدم الخط السائد وتضفي عليه المشروعية. ومن جهة أخرى دفع الأمة إلى إهمال ونسيان رموز معينة تعادي هذا الخط وتشكل خطرا عليه وهو ما تحقق بالفعل..
والباحث في سيرة هذه الشخصيات المضخمة يكتشف بسهولة أن هذه الشخصيات انحرفت عن الإمام علي وخاصمته ومهدت لبني أمية وناصرتهم.
تجريح الإمام علي.
ولم يكتف القوم بعملة التضخيم هذه بل سعوا إلى طعن وتشويه الإمام والتشكيك فيه والتقليل من شأنه عن طريق اختراع الروايات على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تحط من قدره وتقنع الأمة بالمنزلة التي وضعوه فيها..
يروي البخاري أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال وهو على المنبر:
إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليا بن أبي طالب فلا آذن.
ثم لا آذن. ثم لا آذن. إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرا بها ويؤذيني ما آذاها (1)..
وفي رواية أخرى: أن عليا خطب بنت أبي جهل على فاطمة (2)..
وفي رواية مسلم: وأن فاطمة بضعة مني وإنما أكره أن يفتنوها وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا.. قال - أي الراوي - فترك علي الخطبة (3) وينقل ابن حجر قولهم: أصح ما تحمل عليه هذه القصة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حرم على علي أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبي جهل لأنه علل بأن ذلك يؤذيه وأذيته حرام بالاتفاق (4)..
ويروي أحمد: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي وفاطمة فأيقظهما للصلاة. ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل فلم يسمع لهما حسا. فرجع فأيقظهما وقال: قوما فصليا. - قال أي علي - فجلست وأنا أعرك