رحلات بين العراق والكويت كانت لي علاقات كثيرة بالطلبة العرب المقيمين في مصر لغرض الدراسة وكان من بينهم عدد من الشيعة العراقيين. وقد سببت لي هذه العلاقات الكثير من الحرج في الوسط الإسلامي إذ سرت الشائعات تقول أنني أقوم بدور الوساطة بين العناصر الشيعية وعائلات مصرية بغرض تطبيق زواج المتعة.
ولم تكن تعنيني تلك الشائعات على الرغم مما ترتب عليها من الوقيعة بيني وبين كثير من الإسلاميين فقد استفدت كثيرا من تلك العلاقات في التعرف على فكر الشيعة عن قرب وأمكن لي أن أقوم برحلة إلى العراق بدعوة من صديق لي تعرفت عليه في مصر وكان على درجة كبيرة من الثقافة ويقوم بتحضير دراسات عليا في القاهرة وذلك عام 1977 م وهو الدكتور علي القرش (14).
وفي العراق استضافتني عائلته مدة طويلة استمرت أكثر من عشرين يوما وكانت عائلة شيعية كريمة تتكون من أب وأم وثلاثة أشقاء غير صديقي. وكان والد صديقي كثيرا ما يؤمنا في الصلاة بحديقة المنزل حيث كنا نسجد على الحشائش وقد زارني بعض الأخوة من مصر ممن يتحلون بالمرونة وصلوا معنا..
ووالد صديقي هذا كان شخصية ظريفة بها دعابة ويقوم بعرض الخلاف بين السنة والشيعة بصورة مبسطة ومضحكة أحيانا...
ومن خلال تواجدي بالعراق قمت بزيارة مراقد آل البيت ببغداد والطواف على مساجد الشيعة وسماع الدروس والمحاضرات والحوار مع الشباب الشيعي من أصدقاء صديقي..
ونتيجة لهذا كله تبددت من ذهني الكثير من الأوهام والتصورات غير الصحيحة التي كنت أحملها عن الشيعة.. وكانت لي بالإضافة إلى ذلك بعض الملاحظات السلبية إلا أنني نحيتها جانبا لاعتقادي أن الرؤية التي يجب أن تبنى تجاه أي تصور أو أطروحة سائدة إنما تقوم على أساس ما تتبناه هذه الأطروحة من معتقدات لا على أساس سلوك الأفراد وممارساتهم... وانتقلت بعد ذلك إلى الكويت بدعوة من أحد الأصدقاء السنة وهناك قمت بسياحة واسعة بين قطاعات الإسلاميين المختلفة وخرجت بنفس الانطباع الذي خرجت به من مصر. إن ما