حظرا على أبي هريرة لإكثاره الرواية عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (32)..
إلا أنه في عهد بني أمية ظهرت حاجة الحكام وعلى رأسهم معاوية للأحاديث فقاموا باستقطاب عدد من الذين صحبوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي مقدمتهم أبو هريرة. ليقوموا بالرواية..
وكانت الأحاديث المنتشرة والمدعومة من قبل حكام بني أمية حتى عصر عمر بن عبد العزيز تسير في خط مناهض لخط الإمام علي (ع) أي تركز على القضايا التالية:
- رفع مكانة الخلفاء الثلاثة وإضفاء الفضائل عليهم..
- إضفاء المشروعية على الخط الأموي..
- تشويه الإمام علي (ع)..
- التشكيك في الصحابة الذين والوا الإمام وتشيعوا له..
- نقل الرواية من الرموز الموالية لهم مثل عائشة وابن العاص وابن عمر وأبي هريرة، ولما جاء عمر بن عبد العزيز أمر بجمع الأحاديث وتدوينها. وهناك من يقول أن أول تدوين للسنة كان في العصر العباسي (33)..
وما يعنينا هنا ليس الخلاف على فترة التدوين ولكن ما يعنينا هو أن الذين قاموا بعملية التدوين ارتكزوا على دعامتين: الحكام والروايات المنتشرة بين القوم والتي هي من نتاج العصر الأموي. فقاموا بدعم من الحكام بجمع هذه الروايات دون حساب للواقع الذي نشأت فيه ودون أن يتجهوا لأطراف أخرى مثل أئمة آل البيت المعاصرين لهم مثل علي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق، فهؤلاء، قد تم التشكيك فيهم لأنهم يمثلون خط الإمام علي ومن جهة أخرى لديهم الأحاديث الخاصة بهم التي نقلوها عن الإمام علي والتي من الممكن أن تصطدم بالأحاديث التي ظهرت في العصر الأموي والتي هي بحوزة القوم..
وإذا نظرنا إلى الرموز في مسيرة رواية الأحاديث وتدوينها فسوف تتبين لنا صلتهم الوثيقة بحكام زمانهم وولاؤهم التام لهم..
لقد قامت عملية الرواية معتمدة على ثلاثة نفر ممن عاصروا رسول الله (صلى