النصوص. وبالتالي يدخل في دائرة الكفر كل من التابع والمتبوع..
وهذه هي متاهة الأحبار والرهبان التي أضاعت اليهود والنصارى من قبل وقد وقع فيها المسلمون اليوم بتبنيهم أقوال الرجال بدلا من تبنيهم النصوص..
فتيار التكفير عندما حاول أن يحرر أتباعه من اتباع أقوال الرجال وتقليدهم وقع في الاتباع والتقليد من باب آخر. إذ نقل أتباعه من تقليد المذاهب وفقهاء السلف إلى تقليد مذهبه واتباع اجتهادات شكري مصطفى مؤسس التيار وباعث أطروحته..
كل ما في الأمر أن مجموعة من المسلمين انتقلت من اتباع فقهاء يقولون بأن المصر على المعصية ومرتكب الكبيرة والمقلد ورافض الهجرة ليس بكافر. إلى اتباع من يقول بكفر مرتكب ذلك..
والتزاما بالقاعدة التي ابتدعها تيار التكفير وهي: من قلد كفر. يكون هذا التيار قد كفر وارتدت أطروحته في نحره..
وفقهاء السلف لم يقل أحد منهم أن قوله أو اجتهاده ملزم للمسلمين. وأن مخالفته تدخل المسلم في دائرة الكفر. بينما قال هذا الكلام تيار التكفير اعتقادا منه أن كلامه هو النص..
ولو تبنى المسلمون قضية الفصل بين النصوص وأقوال الرجال معتبرين أن النصوص هي الأصل وأن الاجتهاد حادث عليها مع جميع أطروحات التراث لأمكن جلاء الحقيقة وإظهار الدين في صورته النقية الصافية. إلا أن هذه القاعدة لا يمكن تطبيقها والرجال فقهاء وساسة متربصون بالنصوص وبكل محاولة لتحريرها من قيودهم.
الحق والباطل.
ليس في الإسلام مذهبية..
ليس هناك ما يسمى بشيعة أو سنة أو شافعية أو مالكية أو أحناف أو حنابلة..
فكل هذه تسميات تأريخية من اختراع السياسة (3)..