الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة - صالح الورداني - الصفحة ٩٦
أولئك الذين أدخلوا في دائرة العدالة وليس من أصحاب العدالة الحقيقيين..
ولولا فكرة العدالة وتعريف الصحبة الذي ساد الأمة ما كان هناك وجود لبني أمية ولا لبني العباس وما كان اختفى منهج آل البيت منهج الإمام علي وعزل عن الواقع. فالأمر في حقيقته ليس إلا مؤامرة على الدين صنعها الحكام واعتمدوا فيها على صحابة زائفين ثم باركها الفقهاء من بعد وغابت الحقيقة عن الأجيال المسلمة اللاحقة..
إن المتتبع لسيرة الصحابة سوف يتبين له أن هناك انحرافات كثيرة وقعت على أيديهم في حياة الرسول وبعد مماته. هذه الانحرافات تخرج الكثير منهم من دائرة العدالة ولا تبقي إلا القليل وما يدفع للشك في مسألة الصحبة والعدالة هو التركيز الواضح على أشخاص بعينهم من الذين عاصروا الرسول وحصر أكثر الروايات وأهمها وأخطرها على عقل الأمة ومستقبلها في دائرتهم فالروايات المتعلقة بطاعة الحكام ووجوب الالتزام بنهجهم رواها أبو هريرة وابن عمرو ابن العاص وغيرهم ممن تحالفوا مع معاوية..
والروايات التي تتعلق بحياة الرسول الجنسية وعلاقته بالنساء روت أغلبها عائشة وأبو هريرة وحفصة وغيرهم من أنصار الخط الأموي..
والروايات التي ترفع من قدر بني أمية رواها أناس من خطهم..
حتى أن معاوية روى عن نفسه فقبلوا روايته..
وروى البخاري عن الطائفة المنصورة من طوائف المسلمين حديثا يقول:
خطب معاوية قائلا: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وإنما أنا قاسم ويعطي الله. ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله (10)..
أما المتأمل في أحاديث حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري ومواقفهم فسوف يتبين له أن هؤلاء يطرحون طرحا آخر ويبثون علما آخر وما ذلك إلا لكون هؤلاء كانوا من خلص الصحابة وتلاميذ الإمام علي لأجل ذلك سحبت الأضواء من فوقهم وسلطت على آخرين ممن لا يوزنون بشئ..
ولقد عمد القوم إلى تشويه روايات هؤلاء والطعن فيها ليصرفوا الأمة عنها حتى أنهم طعنوا في أشخاصهم وفي شخص الإمام علي ذاته (11)..

(10) - أنظر البخاري كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة باب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق وهم أهل العلم. ومن الواضح من هذه الرواية أن معاوية حدد الخط الفقهي والسياسي للأمة. كما حدد أن الطائفة الظاهرة المنصورة هي أهل العلم كما ذكر البخاري وكان إجماعهم هذا في العصر العباسي. فهل كانوا يقصدون أهل العلم في العصر الأموي أم أهل العلم في العصر العباسي؟ ومعنى حصرهم الطائفة المنصورة في أهل العلم كما حصروا أيضا الفرقة الناجية أنهم وجدوا مخرجا من هذا الحرج باختراع روايات تدخل معاوية في زمرة الفقهاء.
(11) - أنظر باب تضخيم الرجال.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 93 94 95 96 97 98 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 أول الطريق 9
3 تشريح الواقع 12
4 الاخلاق 14
5 رحلات 17
6 هوامش 20
7 التحرر من الماضي 21
8 تيار التكفير 24
9 فكرة الحاكمية 26
10 كبت العقائد 29
11 الفرقة الناجية الاتباع 31
12 هوامش 34
13 الدين و التراث 37
14 ما هو الدين؟ 40
15 ما هو التراث 42
16 الحق و الباطل 44
17 التراث السني و التراث الشيعي 49
18 هوامش 52
19 رحلة الشك 53
20 بنو أمية 56
21 هوامش 61
22 التأويل و التبرير 63
23 هوامش 70
24 الرسول و النساء 73
25 هوامش 79
26 علم الحديث 81
27 هوامش 90
28 الصحابة 93
29 هوامش 99
30 الاجتماع 101
31 هوامش 107
32 تضخيم الرجال 109
33 تجريح الامام علي 112
34 العشرة المبشرون بالجنة 115
35 هوامش 122
36 عمر 125
37 هوامش 132
38 عثمان 135
39 هوامش 142
40 الطرح الشيعي 143
41 القرآن و العقل 146
42 الامام علي 148
43 الاجتهاد 150
44 هوامش 153
45 إشكاليتان 155
46 مكمن الإشكالية 157
47 مسالة العصمة 162
48 الغيبة 165
49 هوامش 171
50 بعد التشيع 173
51 الشخصية المصرية 176
52 مع حركة التشيع 184
53 هوامش 187
54 القرآن 189
55 جمع القرآن 191
56 مصاحف الصحابة 196
57 ترتيب القرآن 202