أولئك الذين أدخلوا في دائرة العدالة وليس من أصحاب العدالة الحقيقيين..
ولولا فكرة العدالة وتعريف الصحبة الذي ساد الأمة ما كان هناك وجود لبني أمية ولا لبني العباس وما كان اختفى منهج آل البيت منهج الإمام علي وعزل عن الواقع. فالأمر في حقيقته ليس إلا مؤامرة على الدين صنعها الحكام واعتمدوا فيها على صحابة زائفين ثم باركها الفقهاء من بعد وغابت الحقيقة عن الأجيال المسلمة اللاحقة..
إن المتتبع لسيرة الصحابة سوف يتبين له أن هناك انحرافات كثيرة وقعت على أيديهم في حياة الرسول وبعد مماته. هذه الانحرافات تخرج الكثير منهم من دائرة العدالة ولا تبقي إلا القليل وما يدفع للشك في مسألة الصحبة والعدالة هو التركيز الواضح على أشخاص بعينهم من الذين عاصروا الرسول وحصر أكثر الروايات وأهمها وأخطرها على عقل الأمة ومستقبلها في دائرتهم فالروايات المتعلقة بطاعة الحكام ووجوب الالتزام بنهجهم رواها أبو هريرة وابن عمرو ابن العاص وغيرهم ممن تحالفوا مع معاوية..
والروايات التي تتعلق بحياة الرسول الجنسية وعلاقته بالنساء روت أغلبها عائشة وأبو هريرة وحفصة وغيرهم من أنصار الخط الأموي..
والروايات التي ترفع من قدر بني أمية رواها أناس من خطهم..
حتى أن معاوية روى عن نفسه فقبلوا روايته..
وروى البخاري عن الطائفة المنصورة من طوائف المسلمين حديثا يقول:
خطب معاوية قائلا: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وإنما أنا قاسم ويعطي الله. ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله (10)..
أما المتأمل في أحاديث حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري ومواقفهم فسوف يتبين له أن هؤلاء يطرحون طرحا آخر ويبثون علما آخر وما ذلك إلا لكون هؤلاء كانوا من خلص الصحابة وتلاميذ الإمام علي لأجل ذلك سحبت الأضواء من فوقهم وسلطت على آخرين ممن لا يوزنون بشئ..
ولقد عمد القوم إلى تشويه روايات هؤلاء والطعن فيها ليصرفوا الأمة عنها حتى أنهم طعنوا في أشخاصهم وفي شخص الإمام علي ذاته (11)..