وآله وسلم) أربعة أئمة أعلام مشهود لهم بالعلم والورع والخلق والتقوى فهم أبناء الرسول. بينما مجالد ومن هو على شاكلته والذي بينه وبين الرسول عشرات الأنفس المجهولة تعتمد روايته ويوثق عند القوم. هل يقبل الدين والعقل مثل هذا الكلام..
ولنترك هذا الموقف ولننتقل إلى موقف آخر. فإن القوم يشترطون في الراوي حتى يبلغ مرتبة الثقة شرطين هما: العدالة ثم الضبط..
العدالة يقصد بها الإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق وخوارم المروءة (15)..
والضبط يقصد به سماعه للحديث على الوجه الذي حدده المحدثون في كيفية السماع. مع فهمه وحفظه والثبات عليه حتى يرويه (16)..
ورغم اشتراط هذين الشرطين من قبل القوم إلا أنهم في ميدان التطبيق العملي تم تجاوزهما إذ أن التقيد بهما سوف يضعهم في حرج كبير وقد يؤدي إلى نبذ أغلب الرواة لديهم وهذا يعني زوال السنة؟.
وسوف نعرض هنا نماذج من هؤلاء الرواة ليتبين لنا كيف أن القوم تناقضوا مع أنفسهم واشترطوا شروطا لم يطبقوها..
* إسماعيل بن عبد الله أبي أويس بن عبد الله الأصبحي أبو عبد الله المدني..
قال ابن معين فيه: لا يساوي فلسين. هو وأبوه يسرقان الحديث. وهو مخلط يكذب ليس بشئ.. وقد روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة..
* بسر بن أرطأة. قال فيه ابن معين: كان رجل سوء.
وبسر هذا من أنصار معاوية وهو الذي قاد حملات الإبادة والتصفية الجسدية لخصوم معاوية في الحجاز واليمن. وقد دعا عليه الإمام علي (ع). روى له أبو داود والترمذي والنسائي..
* ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي الحمصي..
قال أحمد: نهى مالك عن مجالسته. وكان الأوزاعي سئ القول فيه.