والاسلام بخلاف ذلك فهو يدعو إلى التواضع والتقوى والتحاب في الله وأن يكون المسلمون الصادقون من كل أجناس بني آدم حسدا واحدا وبناءا واحدا يشد بعضه بعضا ويألم بعضه لبعض وفي الحديث الصحيح: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ويشبك بين أصابعه) و (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وفي حديث الحرث الأشعري أن النبي صلى الله عليه و (آله) وسلم قال:
(وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن، السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شهر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه إلى أن يراجع، ومن دعى بدعوى الجاهلية فهو من جثى (1) جهنم، قيل يا رسول الله (وإن صلى وصام) قال:
وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله). وهذا الحديث الصحيح من أوضح الأدلة وأبينها في إبطال الدعوة إلى القومية واعتبارها دعوة جاهلية يستحق دعاتها أن يكونوا من جثى جهنم.
ثالثا: لأنها تؤدي إلى موالاة الكفار العرب وملاحدتهم من أبناء غير المسلمين واتخاذهم بطانة والاستنصار بهم على أعداء القوميين من المسلمين وغيرهم وفي ذلك مخالفة لنص القرآن الكريم والسنة الدالة على وجوب بغض الكافرين ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى