والدولة فيه قسم لا قسيم فكما ينظم شؤون الفرد وينظم شؤون الأسرة ينظم شؤون الدولة وينظم شؤون المجتمع الدولي " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (1). " " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا (2) ".
ذلك فقه الاسلام وفكرة الدولة جزء من الدين قسم له لا قسيم.
تاريخ الاسلام لم يعرف هذه التفرقة:
وليس في أحداثه ما يبررها فلئن عرفها الغرب كرد فعل لاضطهاد الكنيسة لهم والعلماء وافتئاتها على عقائد الناس وعقولهم حتى سولت لنفسها أن تصدر صكوك الغفران وقرارات الحرمان عن هوى وتحكم إذا كان ذلك فإن شرقنا الاسلامي لم يعرف اضطهاد العلم والعلماء بل حفظ لهم الاسلام وحفظت لهم أمته أكرم مكانة وأعز دولة وكيف لا؟
وهم ورثة محمد صلى الله عليه و (آله) وسلم على دينه وشرعه وميراثه؟
ومن ثم فلم يكن هناك محل لا من الناحية الفكرية ولا من الناحية التاريخية لبث فكرة فصل الدين عن الدولة.
لكن الأمر كان يدبر بليل واعتنق حزب الاتحاد والترقي في تركيا الفكرة وعمل على ترويجها.
ثم عمل عن طريق ضباطه على عزل عبد الحميد ذلك الخليفة الذي رفض أن يعطي فلسطين وطنا قوميا لليهود وبصق في وجه زعيمهم قرصو.
وصارت الحكومة المدنية في أنقرة هي التي تحكم والخليفة في الآستانة بغير سلطان تطبيقا لفصل الدين عن الدولة ثانيا - نشر القومية في مواجهة الخلافة:
كانت اليد الخفية التي تعمل على تقويض الخلافة ببث فكرة فصل الدين عن الدولة تعمل من ناحية أخرى عن طريق القومية.