أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (1).
الآيات والقوميون يدعون إلى التكتل حول القومية العربية، فيوالون لأجل ذلك كل عربي من يعود ونصارى ومجوس ووثنيين وملاحدة وغيرهم تحت لواء القومية العربية ويقولون أن نظامها لا يفرق بين عربي وعربي وإن تفرقت أديانهم والله عز وجل يقول:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). إلى قوله: (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل). (2) ونظام القومية يقول كلهم أولياء مسلمهم وكافرهم والله سبحانه وتعالى يقول: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده). وقال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) (3).
وشرع دعاة القومية يقول أقصوا الدين عن القومية، وافصلوا الذين عن الدولة، وتكتلوا حول أنفسكم وقوميتكم حتى تدركوا مصالحكم وتستردوا أمجادكم، كأن الاسلام وقف في طريقهم وحال بينهم وبين أمجادهم، هذا والله هو الجهل والتلبيس وعكس القضية.
وكيف يجوز في عقل عاقل أن يكون أبو جهل وأبو لهب وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأضرابهم من صناديد الكفار في عهد النبي صلى الله عليه و (آله) وسلم وبعده إلى يومنا هذا إخوانا وأولياء لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة ومن سلك سبيلهم إلى يومنا هذا هذا والله أبطل الباطل وأعظم الجهل. وشرع القومية ونظامها يوجب هذا ويقتضيه.
رابعا: لأن الدعوة للقومية تفضي بالمجتمع إلى رفض حكم القرآن