ثانيا: القومية على عهد الرسول صلى الله عليه و (آله) وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار على أساس من آصرة الاسلام وليس على أساس أي آصرة أخرى آخى بين بلال بن رباح وخالد بن رويحة الخثمعي، وبين مولاه زيد وعمه الحمزة بن عبد المطلب، وبين خارجة بن زيد وأبي بكر الصديق، وبين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان.
ولما أراد أحد المسلمين أن يثيرها عصبية ونادى يا للأنصار فنادى الآخر ياللمهاجرين قال رسول الله صلى الله عليه و (آله) وسلم غاضبا:
أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم! في حديثه صلى الله عليه و (آله) وسلم أكد ا لمعنى فقال: " ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية.
وكان من آخر وصاياه يوم حجة الوداع كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى!!
وعلى عهد الراشدين (رضوان الله عليهم) ضمت أرض الاسلام أكبر إمبراطوريتين على وجه الأرض الروم والفرس فما فضل عربي على عجمي لعروبته أو جنسه أو لونه إنما كان الفضل بعد التقوى للعمل الصالح والعمل الصالح وحده وعرفت علوم الاسلام في فروعها المختلفة فقهاء وعلماء من الأمصار ليس فيهم من العرب إلا النزر اليسير (1).