معارك طاحنة استمرت قرنين كاملين وفي قصص التاريخ لبطولات المسلمين في هذه الحروب وتفننهم فيها ما يحتاج إلى أن يكتب بأحرف من نور.
وبرز نور الدين الشهيد محمود بن زنكى التركي ثم برز صلاح الدين الأيوبي الكردي وغيرهما ممن قادوا جماهير الأمة إلى النصر لتثبت عالمية هذه الدعوة فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وجاهد جماهير من التركستان الحبيبة (التي ترزح تحت الإلحاد الشيوعي المجرم) وحرروا أرض الاسلام من جحافل الصليبية الحاقدة بينما لم، يجد هؤلاء من يقف إلى جوارهم يوم أعدمت روسيا منهم ثلاثة ملايين!
وأيقن الغرب المسيحي أنه مهما ضعفت دولة الاسلام فإنه لن يستطيع النيل منها ومن أمتها حتى ينال أولا عقيدتها وفكرها وكانت المرحلة الثانية - مرحلة الاستشراق والتبشير.
ثانيا: الاستشراق:
وقبل أن يظهر التبشير كبديل عن الحروب لتحطيم عقيدة المسلمين وفكرهم نشير إلى أن الحروب الصليبية أنتجت كذلك إنتاجا فكريا (هو الاستشراق) إذ نفر قوم من الغربيين يدفعهم التعصب الصليبي إلى الكتابة عن الاسلام فأفقدهم التعصب أمانة العلم، وعمدوا إلى تشويه الاسلام من عدة نواح:
- فرددوا أن القرآن من وضع محمد عليه الصلاة والسلام، وأن سذاجة الصحابة وإيمانهم دفعهم إلى نقله على أنه من عند الله.
- وخلطوا في مصادر الأحكام الاسلامية بين المصادر الإلهية (القرآن والسنة) وبين الاجتهاد ونظروا إلى الجميع على أنها من صنع البشر فسووا بينها في المنزلة!
- ودعوا إلى التصوف الاسلامي لما يؤدي إليه في أكثر الأحيان من صرف أصحابه عن الجهاد وهو أكثر ما يثير الصليبيين ويفزعهم (راجع الصوفية في الاسلام للمستشرق نيلكسون ص 7، 8.) (*)