المبحث الثاني بقية الجوانب وهي ما تعالج بعد العقيدة والأخلاق والشعائر جوانب الحياة توجيها وتشريعا ابتداء من الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع وفي المجتمع كل نواحيه سياسية واقتصادية واجتماعية ولئن فصل الاسلام في ثبات ووضوح جوانب العقيدة والأخلاق والشعائر فإنه في بقية الجوانب فصل ما لا يتغير.
وأجمل ما يتغير.
فمن أمثلة ما لا يتغير جوهر الانسان وما يتصل به من زواج وطلاق وميراث فقد فصل كل ذلك تفصيلا وافيا يعترف فيه بالواقع ثم يعرج بعد ذلك إلى معراج المثل والقيم التي يحرص عليها وما يثيرونه حول هذه القضايا إنما هي شبهات يثيرها جهل بالاسلام.
أو حقد عليه وليس هنا مكان العرض لها ومن أمثلة ما يتغير: الظروف السياسية والاقتصادية.
ولذا رسم الاسلام فيها الخطوط الرئيسية.
وليس معنى ذلك - كما يتفوه البعض - أن ليس للاسلام نظام سياسي أو نظام إقتصادي فإن الاسلام يرسي المبادئ والإطار العام.
ويضع الخصائص العامة المميزة لهذا النظام الرباني.
ثم يدع لاجتهاد الانسان تبعا لتغير الظروف تفصيل بقية الأحكام.
ولنأخذ النظام الاقتصادي والنظام السياسي كمثلين نؤيد بهما قولنا السابق، ونرد بهما عمليا على أولئك الذين يستوردون لنا النظم السياسية والاقتصادية بمقولة أن الاسلام لا يتضمنها.