أساليب الغزو الفكري - جريشة ، الزيبق - الصفحة ٥٢
والواقعي، وبهذه الصورة كان الجيش أكثر النخبات تغربا (1).
والواضح من تقرير () الموجز أن الضباط كانوا علمانيين يتوقون إلى بث التعاصر في مصر متماشين مع الخط الغربي التكنولوجي، بل كانوا جماعة علمانية في البناء السياسي والاجتماعي للحياة المصرية إلا أن قيادتهم كانت تضع نصب عينيها صورة من مصر العلمانية كما يتصورونها، ويتحركون صوب هذا الهدف على خط مستقيم (2).
ويعمم الكاتب وعلى ذلك فبينما يترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى تتحول هذه المنطقة فتصبح أكثر غربية، ويواجه الزعماء العرب طريقين: فهم يطردون الغرب سياسيا ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيا (3).
ونجيب بعد هؤلاء فنقول بعون الله:
1 - إن النخبة الوطنية التي حلت محل " النخبة الأجنبية " وفرت على الأخيرة أولا: الدم والمال التي كانت تبذل في الحروب الصليبية أو في محاولات الاستعمار.
2 - وإنها كذلك منعت إثارة المشاعر الدينية أو الوطنية التي كانت تتحرك حين يرى الشعب الجيوش الأجنبية قادمة تتحدى قيمه الدينية أو قيمه الوطنية.. ومن ثم فقد ميعت المقاومة أو منعتها!
3 - إنها بلباس الوطنية نفذت المطلوب ليس فقط دون مقاومة بل أحيانا مع استحسان الجماهير وحماستها!! (4).

(1) العالم العربي اليوم ص 312، ص 314، ص 340 وراجع ما قدمنا - والمقصود ب‍ " تغربا " الميل إلى الغرب في قيمه ومثله بدلا من قيم الاسلام ومثله.
(2) تقدم آنفا تحت رقم 1.
(3) تقدم آنفا تحت رقم 1.
(4) وفي هذا السبيل لا بأس من أن تسمح الجهات الأجنبية بمهاجمتها لتكسب الحاكم مزيدا من الصفات الوطنية ولتكسب استحسان الجماهير وحماستها وفي هذا المعنى يقول مايلز كوبلاند فإن مساندتنا لأي زعيم للوصول إلى دست الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التي نريدها لا بد أن يرتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لا بد من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة عيل السلطة ويضمن استمرارها (ص 55 من كتاب لعبة الأمم).
وفي الوقت نفسه يقول السياسي الصهيوني مستر سكوثمان في مقال يرثي فيه زعيما عربيا " كان الرجل الوحيد الذي اقتنع بضرورة التعايش السلمي مع إسرائيل وكانت لديه الجرأة والسلطة الكافية لإيجاد الظروف اللازمة لهذا التعايش " ص ز مقدمة كتاب الدبلوماسية والميكافيلية في العلاقات العربية الأمريكية - دكتور محمد صادق.
وفي مكان آخر يقول مايلز كوبلاند:
إن الهدف الرئيسي من دعمنا (.) هو رغبتنا في توفر زعيم عربي رئيسي يتمتع بنفوذ قوي على شعبه وعلى بقية العرب له ن القوة ما يمكنه أن يتخذ ما شاء من القرارات الخطيرة وغير المقبولة من الغوغاء مثل عقد صلح مع إسرائيل (ص 89 لعبة الأمم).
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب تمهيدي 5
2 الباب الأول الاتجاه الغربي 8
3 توطئة 10
4 الفصل الأول مراحل الغزو الفكري 15
5 المبحث الأول: مرحلة ما قبل اسقاط الخلافة الإسلامية 16
6 أولا: الحروب الصليبية 16
7 ثانيا: الاستشراق 18
8 ثالثا: التبشير 30
9 رابعا: تقطيع أوصال دولة الخلافة 35
10 المبحث الثاني: مرحلة اسقاط الخلافة الإسلامية 37
11 أولا: فصل الدين عن الدولة 37
12 ثانيا: نشر القومية في مواجهة الخلافة الإسلامية 39
13 ثالثا: اسقاط الخلافة الإسلامية 40
14 المبحث الثالث: مرحلة ما بعد اسقاط الخلافة الإسلامية 44
15 الفصل الثاني التغيير السياسي والاجتماعي في المنطقة الإسلامية 45
16 المبحث الأول: التغيير السياسي 45
17 المبحث الثاني: التغيير الاجتماعي 55
18 المبحث الثالث: أساليب التغيير الاجتماعي أو التغريب 58
19 أولا: العلمانية 59
20 العلمانية في التعليم 62
21 العلمانية في الاعلام 70
22 العلمانية في القانون 73
23 ثانيا: القومية 75
24 ثالثا: تحرير المرأة 85
25 المبحث الرابع: ما يفعل بنا الصليبيون 92
26 1 - في الفيلبين 93
27 2 - في أثيوبيا 94
28 3 - في تايلاند 94
29 الباب الثاني الاتجاه الماركسي 101
30 الفصل الأول الوعاء 106
31 المبحث الأول: البيئة 107
32 المبحث الثاني: مؤسس الفكرة 110
33 الفصل الثاني المبدأ 113
34 المبحث الأول: المبدأ في أساسه 115
35 أولا: المادة 115
36 ثانيا: الجدل 117
37 المبحث الثاني: الماركسية والدين 120
38 الفصل الثالث ماذا فعلت الماركسية بالمسلمين 125
39 المبحث الأول: المسلمون في الاتحاد السوفيتي 125
40 المبحث الثاني: المسلمون في البلاد الماركسية الأخرى 131
41 أولا: في الصين 131
42 ثانيا: في يوغوسلافيا 132
43 ثالثا: من بلغاريا 133
44 رابعا: من ألبانيا 136
45 خامسا: من الصومال 137
46 المبحث الثالث: كيف يعملون الآن في العالم الاسلامي 139
47 الباب الثالث الصهيونية (اليهودية العالمية) 147
48 الفصل الأول تعريف الصهيونية ومنشؤها 149
49 الفصل الثاني مقومات الصهيونية 154
50 الفصل الثالث مناهج الصهيونية ووسائل تنفيذها 163
51 الفصل الرابع المنظمات الصهيونية 177
52 الباب الرابع اتجاهات اسلامية 185
53 الفصل الأول: اتجاهات قاصرة 189
54 المبحث الأول: الاقتصار على العقيدة 190
55 المبحث الثاني: الاقتصار على النسك 197
56 المبحث الثالث: مدارس العقل والعقلاء 201
57 الفصل الثاني محاولة لخط اسلامي أصيل 206
58 المبحث الأول: ضلال وقصور 206
59 المبحث الثاني: أين الطريق 211
60 الفصل الثالث جوانب شريعة الله 216
61 المبحث الأول: العقيدة والأخلاق والشعائر 217
62 المبحث الثاني: بقية الجوانب 223
63 النظام الاقتصادي الاسلامي 224
64 النظام السياسي الاسلامي 238