الآيات العجيبة ولا الانتقامات العاجلة نعم عرفهم سبي بابل وما قاسوه من الذل أنهم لا سبيل لهم إلى أن يستعيدوا شيئا من مجدهم إلا بجامعتهم القومية المرتبطة باسم الديانة الإسرائيلية فأورثهم ذلك تعصبا شديدا في اللزوم لصورة الدين الإسرائيلي في الرسوم العمومية مع تفرقهم وراء أهوائهم في الأعمال الشخصية.
اليعازر: نعم إني أجد نوع اليهود في الجيل الحاضر يحافظون في الظاهر على صورة أعيادهم ومواسمهم ورسومهم العمومية ولكنهم ليس لشخصياتهم كثير التزام بالشريعة كما نراه شايعا منهم في أكل اللحوم ومخالطة الأمم وشيوع المنكرات المنهي عنها في الدين. وهذا يشهد لنا بتاريخ متسلسل في أجيالهم.
عمانوئيل. يا سيدي الوالد ولما صارت اليهود تحت سلطة الروم انتشر اليهود في بلادهم في آسيا الصغرى ومقدونيا وبلاد اليونان حتى إلى رومية وكان يصعب عليهم فيما بين الأمم التزامهم بالشريعة اليهودية.
ويمنعهم تعصبهم لجامعتهم الإسرائيلية الدينية أن يخرجوا بالصراحة عن صورة ديانتهم. فكانوا من أجل ذلك في عناء شديد تتجاذبهم فيه صوبات الخلطة وميل الأهواء وشدة التعصب للجامعة القومية.
ولما بلغتهم دعوة المسيح وكراماته ارتاحوا لها لأنها دعوة إسرائيلية توافق تعصبهم القومي وخيلت لهم آمالهم أنهم يستفيدون من تجديد هذه الدعوة ونهضة اتحادها فائدة قومية أو سياسة. ولم تكن لهم رياسات يأكلون بها الدنيا باسم الدين كالكهنة والكتبة الذين في بلاد اليهودية لكي تثقل عليهم دعوة المسيح. بل ربما اغتنموا منها الاستراحة من تلك الرياسات التي يدعون أنها ريائية. فكانت الدواعي لرغبتهم في الدعوة المسيحية كثيرة جدا.
يا والدي وهؤلاء اليهود الذين آمنوا على البعد بالمسيح لما اختلفت عليهم التعاليم باسم الدعوة المسيحية وكان من جملتها ما يوافق أهوائهم في المساهلة ورفع القيود ويهنأ لهم العيش بين الأمم ويصفي لهم موارد