معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال عبد الله: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فإني سمعت، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية. فقال معاوية ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو فما بالك معنا؟! قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه. فأنا معكم ولست أقاتل ".
وقال أحمد في مسند عمرو بن العاص: " ثنا عبد الرزاق، قال ثنا:
معمر، عن طاووس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقتله الفئة الباغية. فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال:
قتل عمار! فقال معاوية: قد قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية: دحضت في بولك؟ أو نحن قتلناه؟! إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا، أو قال: بين سيوفنا ".
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب (الخصائص) في مقام سياق طرق حديث الفئة الباغية: " أنبأنا أحمد بن سليمان، قال: ثنا: يزيد، قال:
أنبأنا العوام عن الأسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد، قال: كنت عند معاوية فأتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما: أنا قتلته!
فقال عبد الله ابن عمرو: ليطب به نفسا أحدكما لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتلك الفئة الباغية.
قال [أبو عبد الرحمن]: خالف شعبة فقال: عن العوام، عن رجل، عن حنظلة بن سويد، أخبرنا محمد بن المثنى، [حدثنا محمد]، أخبرنا شعبة، عن العوام بن حوشب، عن رجل من بني شيبان، عن حنظلة بن سويد، قال:
جئ برأس عمار فقال عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم