نظرة عابرة إلى الصحاح الستة - عبد الصمد شاكر - الصفحة ٣٠٤
أقول: المستفاد من هذه الرواية أمور:
١ - انهيار شخصية أبي هريرة عند نفسه حيث يشبه نفسه بالثعلب ويذكر استه وإجهاشه بالبكاء، ومن يحقر نفسه هكذا فلا يسلم من الكذب والدناءة لا محالة.
٢ - إعطاء النعلين له للعلامة على صدقه، وهذه إهانة أخرى له كما لا يخفى، إن لم يكن قد كذب في خبره.
٣ - كثرة إشفاق عمر على الدين والموحدين من إشفاق النبي صلى الله عليه وسلم على الدين والأمة.
٤ - إن عمر أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بتدبير الموحدين وإصلاح حالهم.
أليس هذا منافيا لتوقير النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وإهانة له؟ وجعله محكوما وجعل عمر حاكما.
ثم إن مضمون الحديث رواه غيره أيضا، ولم ينقل عن السامعين أن أحدا منهم ترك العمل الصالح اتكالا عليه، وقد خفي على الواضع أن الشهادة بالتوحيد مستيقنا يمكن انفكاكها عن العمل الصالح والاجتناب عن المحرمات، فإن اليقين بالله أعظم حاجز عن المعصية وأكبر داع إلى الطاعة، وأن منشأ العصيان هو الشك والنبي الأكرم قيد الشهادة باليقين، فكيف يعقل انصرافه عن أمره بقوله صلى الله عليه وسلم: فخلهم؟!
على أن النبي الأكرم - كما في قوله تعالى -: ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾ (1)، فيجب على كل مسلم الطاعة والقبول، فكيف صح لمسلم أن يقبل كون عمر آمرا والنبي صلى الله عليه وسلم مأمورا مثلا (2).

(١) النجم ٥٣: 3.
(2) وحديث أبي ذر أوسع من هذه الرواية، وقد أفشاه أبو ذر وحدث به ولم يضل به الناس وفيه: ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة.
قلت: وإن زنى وسرق.
قال: وإن زنى وسرق.
قلت: وإن زنى وسرق.
قال: وإن زنى وسرق.
قلت: وإن زنى وسرق.
قال: وإن زنى وسرق ثلاثا ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر. صحيح مسلم بشرح النووي 2: 94. فما هو موقف عمر وأبي هريرة تجاه هذا الحديث؟
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - الاختلاف في السنة 6
2 2 - التقليد والعصبية 7
3 3 - حول أحاديث الشيعة 11
4 4 - الغرض من تأليف الكتاب 12
5 5 - نواقص في الأحاديث 14
6 6 - نقل الحديث 17
7 7 - كتابة الحديث 22
8 8 - بحث توضيحي 27
9 9 - تدوين الحديث 31
10 10 - ولادة غير مشروعة 36
11 11 - أسباب تكثر الحديث 38
12 12 - الوضع والوضاعون 43
13 13 - الموطأ والمسند 46
14 14 - أحاديث البخاري 52
15 15 - لا يجب الاخذ بكل ما في البخاري 57
16 16 - نواقص البخاري 58
17 17 - بدء الوحي 60
18 18 - مسح الرجلين 62
19 19 - شرط دخول الجنة 63
20 20 - صحيفة علي 64
21 21 - منع عن كتابة النبي 76
22 22 - أبو هريرة وأحاديثه وفي الخاتمة 78
23 23 - عدم ناقضية النوم 89
24 24 - استقبال المتخلي 90
25 25 - نزول آية الحجاب 91
26 26 - احترام المسجد! 91
27 27 - لا يجب الغسل بالدخول 92
28 28 - الاختلاف في صلاة ليله 92
29 29 - صلاة الخسوف والكسوف 93
30 30 - المسح على العمامة 94
31 31 - نصب الجريدة لتخفيف العذاب 94
32 32 - البول قائما 95
33 33 - الوضوء للجنب 95
34 34 - عمل عبث 96
35 35 - عجيبة حول الجماع 96
36 36 - كذبة أخرى 97
37 37 - السعادة والشقاوة 98
38 38 - ما يصح عليه السجود 98
39 39 - خصائص النبي (ص) 98
40 40 - التيمم ونظر عمر 100
41 41 - تشريع الصلاة في ليلة المعراج 105
42 42 - ثقل الوحي 106
43 43 - حد المسلم 106
44 44 - اختلاف الصحابة 107
45 45 - سهوه ونومه (ص) عن الصلاة 108
46 46 - ما يدل على أن الله جسم 109
47 47 - رؤيته (ص) من خلفه 114
48 48 - بناء المسجد على القبر 115
49 49 - التكبير في كل رفع ووضع 116
50 50 - الفئة الباغية النارية 116
51 51 - من أدرك ركعة 116
52 52 - النبي ما صلى العصر 117
53 53 - الجلوس قبل القيام 117
54 54 - اقتداء امام بآخر 117
55 55 - النهي عن صلاة رمضان جماعة 119
56 56 - الاعتدال بعد الركوع والسجود 119
57 57 - القنوات 120
58 58 - النداء الثالث في الجمعة 121
59 59 - بدعة مروان 121
60 60 - توسل عمر بالعباس 122
61 61 - تعليم الاستخارة 123
62 62 - المنع من شد الرحال 124
63 63 - اعتراض عمر على النبي 124
64 64 - البكاء والنياح على الميت 125
65 65 - خرافة حول الدجال 129
66 66 - فطرة الايمان 135
67 67 - سمع الموتى 136
68 68 - عذاب القبر 137
69 69 - استئذان عمر من عائشة 138
70 70 - تحريف القرآن 138
71 71 - زوجاته (ص) 144
72 72 - الأطفال 158
73 73 - شعور أبي بكر بموته 159
74 74 - ما وضع عن الأمة 159
75 75 - الجمع بين الصلاتين 159
76 76 - أهل بيت النبي (ص) 162
77 77 - انه (ص) مضى مسموما 178
78 78 - ولاية علي 183
79 79 - عدالة الصحابة 186
80 80 - الجبار 201
81 81 - تخريب الكعبة 201
82 82 - قضاء الحج عن الحي والميت 201
83 83 - تعارض في سفر المرأة 202
84 84 - من احدث بالمدينة 202
85 85 - صوم العاشر من المحرم 202
86 86 - رحمة للعاملين 205
87 87 - معاوية 205
88 88 - بدعة ونعم البدعة 207
89 89 - ليلة القدر 207
90 90 - تأثير الاسلام 207
91 91 - التأمين الحكومي 208
92 92 - نزول القرآن على سبعة أحرف 208
93 93 - جواز الدفاع 212
94 94 - خرافة العنبر 212
95 95 - سيرة النبي في مأكله 213
96 96 - أكل الحمار الوحشي 214
97 97 - الرضاع من المجاعة 214
98 98 - نسيان النبي عن آيات 215
99 99 - حد بلوغ الابن 216
100 100 - القرعة 216