(390) وعن ابن عباس: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموعظة فقال:... أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وأنه سيؤتى برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك... فيقال: هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (1).
(391) عن عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بين ظهراني أصحابه:
إني على الحوض انتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن أي رب مني ومن أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم (2).
(392) عن أم سلمة... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لكم فرط على الحوض، فإياي لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا (3).
(393) عن عقبة بن عامر: إن رسول الله... فقال: إني فرط لكم... وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن... وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها (4).
أقول: ربما يدل الحديث على أن سبب الارتداد والمنع عن الحوض هو التنافس في الدنيا.
وفي رواية أخرى: إن تتنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا.... فكانت آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر.