فقال له النبي (ص): (قد أقلتك إسلامك فاذهب)، فأنزل الله عليه الآية.
وبهذه المناسبة يروي الرواة أن النبي (ص) قال: (ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار أن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي) (1).
ويضيف السيد هاشم معروف الحسني لنظرية الوردي: وكما كانت أمه توصف بذلك كان هو يغلب عليه السواد ويوصف به.
فلقد جاء في كتاب (النزاع والتخاصم بين أمية وهاشم) أن يوسف بن عمر عامل هشام بن الحكم على الكوفة كان يقول في بعض خطب الجمعة: إن أول من فتح على الناس باب الفتنة وسفك الدماء علي بن أبي طالب وصاحبه الزنجي ويعني بصاحبه الزنجي - عمار بن ياسر - كما وأن التعبير عنه بابن سبأ ليس لأنه يمني الأصل كما ذهب بعض الكتاب فقط، بل لأن سبأ يقع في سلسلة أجداده كما جاء في (فتوح البلدان) و (طبقات ابن سعد).
ففي (الطبقات): هو عمار بن ياسر بن مالك بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس - وهو زيد بن مالك - بن أدد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وقد أكد في (فتوح البلدان) وابن خلدون في (تأريخه): أن عنس الجد القريب لعمار هو زيد بن مالك بن أدد بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ هذا بالإضافة إلى أن جميع أهل اليمن ينسبون إلى سبأ كما تشير إلى ذلك الآية (وجئتك من سبأ بنبأ يقين).
بقي أن الشخص الذي تنسب إليه تلك الأحداث الجسام يعرف بينهم بعبد الله بن سبأ والأمر في ذلك سهل بعد التتبع فإن التعبير عن