فابن الأثير يتحفظ ويرجع رواية على أخرى، مما يلزم معه طرح الرواية الأخيرة التي تجعل وفاته في عهد عمر.
ورواية حمد الله مستوفى التي لم يذكر سواها ولم يقدم من الأسانيد ما يؤيدها.
ونحن بذلك نواجه ثلاثة تواريخ لوفاة سلمان، كما واجهنا قبل اختلاف المصادر على ثلاثة أقوال فيما يتعلق بعدد الأعوام التي عاشها.
حياة سلمان قبل الإسلام: ليس لدينا من المصادر ما ينبئنا عن حياته ونشأته الفارسية إلا أنا عرفنا من قبل أنه انسل من المجوسية - دين آبائه وأجداده - ولم نره حمل شيئا من تعاليم المجوسية ونزعاتها ولا شيئا من أخلاق قومه وعاداتهم وكان يسمع بأن النبي (ص) سيبعث فخرج في طلب ذلك فاسر وبيع بالمدينة..
وأشار الشيخ المحدث المتتبع الصدوق في كتابه (إكمال الدين): إن سلمان ما سجد قط لمطلع الشمس إنما كان يسجد لله عز وجل وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقية وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد للشمس كهيئتهم.
وأضاف: وكان ممن ضرب في الأرض لطلب الحجة سلمان الفارسي، فلم يزل ينتقل من عالم إلى عالم، ومن فقيه إلى فقيه، ويبحث عن الأسرار ويستدل بالأخبار منتظرا لقيام القائم سيد الأولين والآخرين محمد (ص).
فسلمان (رض) يضرب في الأرض متنقلا من بلد إلى بلد ومن مصر إلى مصر متحملا عناء السفر ومشقة الطريق وبعد المسافة وشظف العيش وقلة الزاد وبالأخير ظلم الإنسان والاستعباد والاسترقاق والتنقل من خدمة سيد إلى خدمة آخر وهو من أبناء ملوك