تكلمهم)، فقال عمار: إن هذه الدابة علي بن أبي طالب (ع).
وهذا القول الذي ينسب إلى عمار نجد له مثيلا ينسب إلى ابن سبأ حيث كان كما ينسبون إليه يؤمن برجعة علي بعد موته. وقد ذهب عمار في أيام عثمان إلى مصر وأخذ يحرض الناس ثمة على عثمان فضج الوالي منه وهم بالبطش به، وهذا الخبر يشابه ما نسب إلى ابن سبأ من أنه استقر في مصر واتخذ الفسطاط مركزا لدعوته وشرع يراسل أنصاره منها.
وينسب إلى ابن سبأ أنه كان يقول: إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأن صاحبها الشرعي هو علي بن أبي طالب (ع)، والواقع أن هذا هو كلام عمار بن ياسر بالذات، فقد سمع ذات يوم يصيح في المسجد إثر بيعة عثمان: يا معشر قريش! أما إذا صرفتم هذا الأمر عن بيت نبيكم هاهنا مرة وها هنا مرة فما أنا بآمن من أن ينزعه الله فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله.
ويعزي إلى ابن سبأ أنه هو الذي عرقل مساعي الصلح بين علي وعائشة أبان (معركة البصرة) ولولاه لتم الصلح بينهما حسبما يقول الرواة، ومن يدرس تفاصيل (واقعة البصرة) يجد عمارا يقوم بدور فعال فيها، فهو الذي ذهب مع الحسن ومالك الأشتر إلى الكوفة يحرض الناس على مناصرة علي (ع) والانتماء لجيشه.
وكان وقوف عمار بن ياسر إلى جانب علي (ع) من أسباب ندم الزبير وخروجه من المعركة، (لأن عمارا مع الحق) و (تقتله الفئة الباغية) (1) كما سمع الزبير ذلك من رسول الله (ص) مع من سمعه من عشرات الصحابة.
وأضاف إلى ذلك أنهم قالوا: إن ابن سبأ هو الذي حرك أبا ذر في