قال: إن رسول الله (ص) قال: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) (1) هذا لفظ الحديث.
قال صاحب (الطرائف): في هذا الحديث عدة طرائف.
فمن طرائفه: أن الصحابة قد كان يمدح بعضهم بعضا وما نقل أحد منهم أنه حثا في وجه المادحين فلولا أن عثمان بلغ إلى حال من النقص لم يبلغ إليه أحد من الصحابة لم يحث التراب في وجه مادحه.
ومن طرائفه: أن عثمان لما كان عالما أن هذا لا يعمل مع أحد قال للمقداد: ما شأنك؟
ومن طرائفه: أن المقداد (رض) ممن أجمع المسلمون على صلاحه وصواب ما يعمله.
ومن طرائفه: أن هذا قد جرى من المقداد (رض) وشاع إلى زماننا هذا وما سمعنا أن أحدا من المسلمين أنكر على المقداد ولا خطأه.
ومن طرائفه: أن هذا يقتضي أن من مدح عثمان فكذا ينبغي أن يحثى التراب في وجهه اقتداء بالمقداد الذي أجمع المسلمون على صلاحه.
وفاته ومات المقداد في سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة في أرضه بالجرف فحمل إلى المدينة ودفن بالبقيع وكان قد شرب دهن الخروع فمات رحمه الله.
انتهى الجزء الأول من (موسوعة الشيعة) ولله الحمد أولا وآخرا والصلاة والسلام على خير خلقه المبعوث محمد صلى الله عليه وعلى ابن عمه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وعلى ابني ابنته وسبطيه الحسن والحسين وعلى ذريته المعصومين الطيبين من ذرية الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام.