الإسلام من المبادئ والتشريعات ويعلمه ما يجب عليه تجاه أولئك الجائرين ليلتجئ إلى يهودي دخيل على الإسلام وقد اندس بين صفوف المسلمين للتخريب وتمزيق وحدتهم حسب المواصفات التي تحدد شخصيته عند المؤلفين في الفرق وبعض المؤرخين.
لا أظن أحدا يعرف تاريخ أبي ذر الغفاري ومدى تأثره بدعوة الرسول وصلابة إيمانه يحتمل فيه ذلك.
ومما يؤيد نظرية الدكتور الوردي وغيره ممن تعرضوا لهذا الموضوع ووضعوا أكثر من علامة استفهام حول تلك الشخصية الغريبة وانتهى ببعضهم البحث إلى أن تلك الشخصية لا وجود لها في التاريخ وأن الصرخات التي كانت تزعجهم هي صرخات عمار بن ياسر ومواقفه الكريمة من الذين غيروا وبدلوا ما خطط له رسول الله وكانوا ينعتونه بتلك الألقاب تحاشيا من ذكره باسمه، مما يؤيد ذلك ما رواه أكثر المؤرخين والمفسرين في تفسير (يمنون عليك أن أسلموا) (1) فقد جاء في تفسيرها أن المسلمين حينما بنوا المسجد كان عمار يجهد نفسه ويحمل حجرين بينما غيره حجرا واحدا، وبعضهم كان يتحرك ذاهبا وجائيا بدون أن يقوم بأي عمل فمر عثمان بن عفان يصنع كما يصنع وكأن الأمر لا يعنيه وقد ارتفع الغبار وثار في وجهه، فوضع كمه على أنفه فقال عمار:
لا يستوي من يبتني المساجدا * يظل فيها راكعا وساجدا ومن يرى عن الغبار حائدا * يعرض عنها جاحدا معاندا فالتفت عثمان كما جاء في أكثر الروايات، وقال: يا ابن السوداء! إياي تعني، ثم أتى رسول الله وقال له: لم ندخل معك لسب أعراضنا.