تفكيره ومقدرته وشعوذاته شيئا.
ومهما كان الحال فلم يكن الدكتور طه حسين الوحيد بين كتاب العرب المحدثين الذين ذهبوا إلى أن اسم عبد الله بن سبأ منحول قد اخترعه أولئك الذين كانوا يحقدون على أئمة الشيعة ويعملون على تشويه آثارهم ومعالمهم بكل الوسائل.
فأكثر المؤرخين من الكتاب العرب والمستشرقين لا يمرون بما ينسب إلى السبئية من أحداث إلا ويضعون حولها أكثر من علامة توحى بأن هذا الاسم من الشخصيات الوهمية، أو أنه مستعار لشخصية (عمار بن ياسر) الذي كان من أبرز المناوئين لسياسة عثمان بن عفان وتصرفات عماله الجائرة، وحتى لا نذهب بعيدا في سرد الأقوال والآراء التي تؤيد هذا الرأي نكتفي بما جاء في كتاب (وعاظ السلاطين) (1) للكاتب الشهير الدكتور علي الوردي، حيث قال بعد أن نقل بعض ما جاء عن ابن سبأ وما نسب إليه من الآراء والأعمال:
يخيل لي أن حكاية ابن سبأ من أولها إلى آخرها كانت حكاية متقنة الحبك رائعة التصوير.
إن القرشيين لم يكونوا دهاة في ميزان السياسة فحسب بل كانوا ماهرين في فن القصص أيضا، ويبدو أن قريشا كانت في أيام عثمان تتحدث عن عمار بن ياسر في منتدياتها الخاصة وتشتمه سرا حيث لم تكن ترى من مصلحتها إعلان شتمه أمام الناس يومذاك، وربما سمع أحد الرواة قريشا تلهج بذكر - ابن السوداء - وتشتمه فظن أنها تعني شخصا آخر غير عمار بن ياسر.
ومضى يقول: ومن يدري فلعل حكاية - ابن سبأ - نشأت في أول