إذن فابن الأثير الذي ينقل عنه كل من: أبي الفداء، والسيد رشيد اعتمد على (تاريخ الطبري) في نقل هذه القصة، ولما كانت القصة موضوعة لبيان الحوادث التي وقعت بين الصحابة لم يزد (ابن الأثير) على رواية (الطبري) شيئا. وكذلك فعل - ابن كثير المتوفى سنة (774 ه) فإنه قد أورد هذه القصة من (تأريخه) وقال: وذكر سيف بن عمر أن سبب الأحزاب على عثمان أن رجلا يقال له: - عبد الله بن سبأ - كان يهوديا فأظهر الإسلام وصار إلى مصر فأوحى إلى طائفة من الناس كلاما اخترعه من عند نفسه (1) ثم ينقل القصة بحذافيرها.
حتى إذا انتهى من سرد (واقعة الجمل) قال: هذا ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحمه الله - انتهى.
واستعرض الدكتور طه حسين الصورة التي رسمت لابن سبأ ومزقها بعد تحليل دقيق وانتهى إلى أن ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ودعم رأيه بالأمور التالية:
1 - إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبد الله بن سبأ ولم يذكروا عنها شيئا.
2 - إن المصدر الوحيد عنه سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب، ومقطوع بأنه وضاع.
3 - إن الأمور التي أسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض:
في منتهى البلاهة والسخف.