2 - أبو ذر الغفاري (4):
جندب بن جنادة، وقيل اسمه: بربر بن جنادة، وقيل: جندب بن سكن، وقيل السكن بن جنادة ولكن المشهور المتسالم عليه هو جندب بن جنادة، ولا يعرف في كتب التراجم بغير هذا الاسم.
اتسم بأعلى معاني البطولة والشجاعة، في الجاهلية وفي الإسلام.
ففي الجاهلية كان شجاعا بطبعه، بل في طليعة الشجعان المغامرين، فالمعروف عنه أنه كان فارس ليل، لا يعرف معنى الخوف ولا الوجل، يغير على الحي، وعلى القوافل، فيصيب منها، ثم يرجع إلى مقره.
روى ابن سعد في (الطبقات): كان أبو ذر رجلا يصيب في عماية الصبح على ظهر فرسه، أو على قدميه، كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ. ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام (1).
وهذه الرواية لا تنافي كونه كان متعبدا قبل الإسلام، يتأله ويعبد الله وحده. ولا مانع أن يكون أبو ذر متعبدا قبل الإسلام بسنوات، ويفعل بعض هذه الأعمال، ثم انتهى عنها حين نهى الإسلام عنها! إنه لا مانع في ذلك قط، ولا يخل هذا بشرفه ومكانته. هذا، إذا لم نقل بأنه كان يفعل ذلك مع الفئات والقبائل التي تعبد الأصنام، استحلالا منه لذلك. فمن يدري.