وملكه فليكن إخماد الصوت بالسجن أو النفي وكذلك تكون نتيجة الأحرار في عالمنا المعاصر بل القديم، إنه النفي.. ما أحسنه إذا كان في سبيل الله.
وأراد الثائر الخروج وهنا أصدر الخليفة الخاطئ أمرا أن لا يودعه أحد، إنه الجور قد ضرب سرادقه واستحكمت حلقاته في بني أمية الذي يمثلهم الخليفة بنزعته اللا إسلامية وامتثل الرعاع خوف السوط وغضب السلطان. ولكن هناك من المؤمنين من آثروا الحق وأعلنوا العصيان فلم يطيعوا أمر الخليفة المنحرف فلذا خرجوا لوداع الغفاري.
إنهم أهل البيت وقطب رحى الحق. خرج الإمام علي وابناه الحسن والحسين وعمار بن ياسر وعقيل بن أبي طالب ولكن السلطة الجائرة راقبت انطلاقة البطل ورأت بأم عينها من خرج لوداعه فدنى جلاوزتها من المشيعين وعلى رأسهم الوزغ بن الوزغ مروان بن الحكم قائلا للسبط المجتبى: - أيها... يا حسن!.. ألا تعلم أن عثمان قد نهى عن كلام هذا الرجل فإن كنت لا تعلم فاعلم ذلك.
وعندما سمع الإمام علي ذلك نهره وحمل على راحلته قائلا له:
(تنح نحاك الله إلى النار) (1).
ثم كان مشهد الأحبة الأخير، بما يحمل من كلمات العزاء والتجمل.
إنه مشهد يذيب الفساة الجفاة... ودعه الإمام بقوله: (يا أبا ذر!
إنك غضبت لله فارج من غضبت له. إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فاترك في أيديهم ما خافوك عليه واهرب منهم بما