وبعد وقوع المشاجرات بين وجوه المهاجرين والأنصار وغيرهم، آل أمر الأمة إلى التفرق فرقتين: خاصة وعامة، فالخاصة:
هم فرقة كانوا مع الوصي وثبتوا على ولايته، والعامة: هم فرقة بانوا عنه. فهذا أول حدوث الخلاف.
ثم إن الفرقة الباقية على بيعة الوصي، والمعترفة بحق إمامته، والمعتقدة بعصمته، وفرض طاعته من الله تعالى - وهم الأقلون عددا - التزموا بمتابعة الوصي في الأحكام الدينية التي قررها الله تعالى لنبيه، وأودعها النبي صلى الله عليه وآله عند وصيه ولقنه جميعها، ونادى في الناس: بأنه مدينة العلم الإلهي وعلي بابها (1).
فهؤلاء كانوا يلجأون إليه في الأحكام الإلهية بحذافيرها ويأخذون.
ويكتبون الأحكام وسائر المعارف عن إمامهم المنصوص عليه من الله تعالى، والمعصوم من جميع الزلات، وهكذا كانوا يأخذون عن الإمام المنصوص عليه المعصوم، واحدا بعد واحد إلى الإمام