انكاره من ضروريات مذهب أهل البيت - عليهم السلام - ولهم أدلتهم على ذلك ليس هنا محل ذكرها.
وعلى أي حال لو قطعنا النظر عن القياس والاستحسان وأمثالهما كانت عملية استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة - بالمعنى الذي ذكرناه - أمرا رائجا بين الشيعة، خاصة الذين تربوا في مدرسة الإمامين الصادقين عليهما السلام أمثال زرارة بن أعين.
ومحمد بن مسلم، وأبان بن تغلب، وغيرهم من خريجي هذه المدرسة.
حتى أن الأئمة عليهم السلام كانوا يأمرون بعض أصحابهم باستنباط الأحكام وافتاء الناس، كما أمر الإمام الباقر عليه السلام أبان ابن تغلب أن يجلس في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله ويفتي الناس حيث قال له: " اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك " (1).
أو كما قال الإمام الصادق عليه السلام لسائل سأله عن المسح على مرارة وضعها على ظفره المقطوع: " يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل، قال الله تعالى: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " أمسح عليه " (2).