ولنا تعليقة على هذا الحديث ألفت إليها كل بحاثة فأقول: إن من أمعن في هذا الحديث وجده من الأدلة على مذهبنا في البسملة وفي عدم جواز التبعيض في السورة التي تقرأ في الصلاة بعد أم القرآن إذ لا وجه لإنكارهم عليه إلا بناء على مذهبنا في المسألتين.
ثامنها: ما صح عن أنس أيضا من طريق آخر. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يجهر - في الصلاة - ببسم الله الرحمن الرحيم (1).
تاسعها: ما صح عن محمد بن السري العسقلاني. قال: صليت خلف المعتمر بن سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها - للسورة - وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك. وقال أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله (2). قلت:
آنست من هذا الحديث وغيره أنهم كانوا يقرأون بعد أم القرآن سورة تامة من بسملتها حتى منتهاها كما هو مذهبنا ويدل عليه كثير من الأخبار (3).
وعن قتادة. قال: سئل أنس بن مالك كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد الرحمن ويمد الرحيم.