حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٩
الإمكان) (1).
مراده انه لو فرض علم الإمام مثلا بوقت قتله وساعته، فان علمه بذلك لا يؤثر ولا يمنع وقوع القتل من باب ان حدوث القتل يستند إلى علل وشرائط، فإذا تمت وجب تحقق الفعل والقتل، كتحقق أي معلول عند حصول علته التامة.
* أقول: صحيح ان العلل إذا تمت وجب تحقق المعلول، وان الشرائط إذا توفرت وجب حصول القتل، ولكن في ما نحن فيه من اقدام الإمام (عليه السلام) على القتل مع علمه به، وانه لا يلزم منه المساعدة على التهلكة، في مثل هذا نحن نحاول معرفة مدخلية علم الإمام في قتله، وهل هو مخير أم غير مخير، وهل هو يعلم بذلك أو لا؟
وتقدم في الروايات كونه عالما بقتله وكونه مخيرا في ذلك، وانه اختار الأفضل، وهو القتل والقرب من الله تعالى، ولو كان الأفضل هو البقاء لاختاره.
والخلاصة: ظاهر كلامه عدم اختيار الإمام في زمن قتله، وهذا منافي لبعض الأخبار المتقدمة.
نعم، لا يقال اختيار الإمام ينافي قانون العلية، لأنا نقول لو اختار الإمام البقاء لما قتل، ولما انهدم قانون العلية الظاهري، إذ يكشف عندها عن عدم تحقق كافة العلل، وهذا لا يلزم معه كون قبول الإمام بقتله في هذا الوقت أحد أجزاء العلة التامة.
على أنه لو كان يحمل على عشق الإمام للقاء الله تعالى وفعله المستحيل من أجل ذلك.
الجواب التاسع وهو الصحيح: اننا قدمنا في الكتاب الأول - الولاية التكوينية - ان آل محمد كانوا أنوارا حول عرش الله، وانما أنزلهم الله إلى الدنيا لهداية البشر المتوقفة عليهم.
ومعلوم ان هذا الهبوط خلاف طبع الأولياء والعرفاء.

(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173