عن علم كما تقدم في الحديث: " نحن صبر وشيعتنا أصبر لأننا نصبر على ما نعلم ".
فيكون في جواب الشيخ الأقدس محذور الصبر على المكروه، مع أن الشهادة بالنسبة لغير أمير المؤمنين (عليه السلام) عشق، فكيف هي لأمير الموحدين علي بن أبي طالب صلوات المصلين عليه، وهو القائل: " لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه " (1).
وقال (عليه السلام): " لولا الآجال التي كتب الله لهم لماتوا شوقا إلى الله والثواب " (2).
وانسه بالموت والشهادة ما هو إلا الحب وعشق لقاء الله تعالى، نعم أمير الموحدين (عليه السلام) كان صابرا على المكروه، ولكن ليست هي الشهادة والقتل، انما صبره على فراق الله هو المكروه: " إلهي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك " (3).
وعليه فلولا مسألة الصبر على المكروه، فان جواب الشيخ المفيد متين وعلى كل حال هو أفضل الأجوبة المتقدمة.
نعم هذه ليست عقيدة الشيخ المفيد لأنه استبعد علم أمير المؤمنين (عليه السلام) وغيره من الأئمة بموتهم ووقت ذلك، ونفى وجود أثر في ذلك (4).
ولسنا في صدد الرد عليه، انما أنت خبير بوجود الأثر المستفيض، وقد تقدم منه شيئا يسيرا، ونقلت لك الروايات في علمهم بموتهم وعلمهم بالمغيبات.
* الجواب الثامن: ما ذكره العلامة الطباطبائي في تفسيره ملخصه بقوله:
(فلو فرض حصول علم بحقائق الحوادث على ما هي عليها في متن الواقع لم يؤثر ذلك في اخراج حادث منها، وان كان اختياريا عن ساحة الوجوب إلى حد