شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣٢ - الصفحة ٩٤
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري المتوفى سنة 1372 في كتابه " أحسن القصص " (ج 3 ص 214 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
وأخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة وأقضاهم علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري المتولد في سنة 1324 في " الإمام المهاجر " (ص 156 ط دار الشروق بجدة) قال:
وقال ابن مسعود: أفرض أهل المدينة وأقضاها علي.
وقال فيه أيضا:
وقالت عائشة: علي أعلم من بقي بالسنة.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 692 ط بيروت) قال:
كان أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب 3 / 135 ومنهم المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " (ص 30 ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - القاهرة) قال:
وأما عن العلم فيقول ابن عباس: إذا ثبت لنا الشئ عن علي لم نعدل إلى غيره، وأما عن العدل فيقول ابن مسعود معلم الكوفة وسادس المسلمين: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي (1).

(١) قال العلامة المؤرخ الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي النباهي الأندلسي المالقي المعروف بابن الحسن المتوفى بعد سنة ٧٩٣ في " تاريخ قضاة الأندلس المسمى بمرقبة العليا فيمن يستحق القضا والفتيا " (ص ٢٣ ط دار الآفاق الجديدة في بيروت سنة ١٤٠٣):
وأما أرسخ الصحابة في العلم بالقضاء رضوان الله عليهم أجمعين فهو علي بن أبي طالب من غير خلاف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأقضاهم علي. وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو الحسن. وقال في المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر إقامة الحد عليها، فقال له علي:
إن الله رجع القلم من المجنون.. الحديث.
فكان عمر يقول: لولا علي هلك عمر. وقيل لعطاء: أكان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال: والله ما أعلمه. وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عنه، فلما بلغه قتله، قال: ذهب العلم بموت علي. ومن كلام ضرار فيه، وقد طلب منه معاوية وصفه بعد وفاته، فقال: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، إلى غير ذلك من صفاته.
وفي مصنف أبي داوود عن علي رضي الله عنه قال: بغتني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، فقال: إن الله عز وجل سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلا تقضي حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء. قال: فما زلت قاضيا، وما شككت في قضاء بعد.
وقال الفاضل المعاصر الدكتور مصطفى أمبابي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في " الجديد في تاريخ الفقه الإسلامي " (ص ١٠٥ ط دار المنار للنشر والتوزيع - القاهرة عام ١٤٠٦):
أما علي بن أبي طالب فقد كان مبرزا في الفقه والقضاء، وانتشرت أحكامه وفتاويه، وكان الصحابة يعتمدون عليه في حل القضايا المشكلة، فإذا لم يجدوا لها حلا عنده يئسوا من وجوده عند غيره، ولذلك كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن أي علي بن أبي طالب، ويعترف ببراعته في القضاء، فيقول: علي أقضانا، ويشاركه في ذلك ابن مسعود فيقول: أقضى أهل المدينة ابن أبي طالب، ويقول هو عن نفسه:
والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا.
ولا نجد شهادة لتزكية علي أثمن من شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له حين قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة: أنت أول المؤمنين بالله إيمانا، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأقسمهم بالسوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزية يوم القيامة.
وقضية من مكر النساء: كانت امرأة تهوى شابا لا يبادلها الهوى، فصبت بياض بيض على ثوبها وبين فخذيها، واشتكت إلى عمر، صارخة أن الشاب غلبها على نفسها، وفضحها بين أهلها، مشيرة إلى الآثار التي افتعلتها. فأنكر الشاب الدعوى، وأحال عمر القضية إلى الإمام علي. فأمر الإمام بماء حار، صبه على الثوب، فجمد ذلك البياض. وهكذا، طهرت الحقيقة بفطنته ودقة بصره، فقام ذلك مقام التحليل الكيماوي. وبالنتيجة زجر الإمام المرأة، فاعترفت بحيلتها، وقضى برد دعواها.
ونادرة أخيرة فيها بعض التورية، وهي أن الفاروق سأل رجلا عن حاله، فأجابه أنه: يحب الفتنة، ويكره الحق، ويشهد على ما لم يره. فاغتاظ عمر من ظاهر عبارة جوابه، فأمر بسجنه. ولما بلغ أمره الإمام عليا قال للفاروق: إن الرجل صادق موضحا أنه قال يحب المال والولد، وقد قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).
ويكره الموت وهو حق، ويشهد أن محمدا رسول الله ولم يره.
وقال الفاضل المعاصر الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه " الفرق الكلامية الإسلامية " (ص ١٤٣ دار التوفيق النموذجية في الأزهر):
من هنا حاول الشيعة أن يؤكدوا رأيهم في الخلافة وأنها بالنص فأوردوا نصوصا من الكتاب والسنة وتأولوها بما يوافق رأيهم ويسانده، وهذه النصوص انقسمت عندهم إلى جلي وخفي:
فالجلي مثل قوله صلى الله عليه وسلم: أقضاكم علي ولا معنى للإمامة إلا القضاء بأحكام الله، وهو المراد بأولي الأمر الواجبة طاعتهم بقوله تعالى: (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ولهذا كان حكما في قضية الإمام يوم السقيفة دون غيره.
ومن الخفي عندهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا لقراءة سورة براءة في الموسم حين أنزلت، فإنه بعث بها أولا أبا بكر، ثم أوحى إليه: ليبلغه رجل منك أو من قومك، فبعث عليا ليكون القارئ المبلغ، قالوا: وهذا يدل على تقديم علي.
وقال الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج ١ ص ٦٣ ط مكتبة غريب الفجالة):
وأما علي فقد انشغل بالعلم والتعليم وتفقيه الناس في أمور الدين والدنيا، وبالفتيا كلما استفتاه أحد أو سأله خليفة رسول الله، وشاعت فتاوى علي، وأصبح فقهه منذ أخذ به الخليفة، وكانت بعض هذه الآراء قد أفتى بها علي في زمن الرسول فأقرها صلى الله عليه وسلم.
وقال في كتابه " أئمة الفقه التسعة " ج ٢ ص ٢٢:
وقد رأى أحمد بن حنبل أن اتباع أحكام الإمام علي سنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر جميع أحكامه، فكأنه هو الذي حكم ثم أنه قد خصه بعلم القرآن.
وقال الفاضل المعاصر المحامي الدكتور صبحي محمصاني في " تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء " (ص 182 ط دار الغلم للملايين - بيروت):
أقضاكم علي، كما قال النبي العربي صلى الله عليه وسلم، وأقضانا علي، كما ردد الفاروق.
ولقد امتلأت كتب الفقه باجتهاد هذا الإمام القاضي، وبطرائف أحكامه، التي
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 94 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مستدرك ترجمة الإمام على عليه السلام 3
2 مستدرك ألقابه عليه السلام وكناه الشريفة 32
3 مولد علي عليه السلام 33
4 تزويج أمير المؤمنين بفاطمة الزهراء عليهما السلام 41
5 حديث: علمني ألف باب يفتح من كل باب ألف باب 50
6 حديث: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطى على تسعة 57
7 كلام ابن عباس في علم علي عليه السلام 57
8 حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها 58
9 حديث: سلوني قبل أن تفقدوني 58
10 قول على عليه السلام: سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض 68
11 جوابه عليه السلام لليهود 69
12 لأمير المؤمنين علم ظاهر كتاب الله وباطنه 70
13 أول من وضع علم النحو علي بن أبى طالب عليه السلام 77
14 علمه عليه السلام بالجفر 87
15 ما ورد أن أمير المؤمنين كان أفرض أهل المدينة وأقضاها 93
16 مستدرك أقضى الأمة علي عليه السلام 101
17 حديثه وحديث ابن عباس في ذلك 101
18 حديث جابر وأنس بن مالك 102
19 حديث عبد الله بن مسعود 103
20 قول عمر علي أقضانا 106
21 قصة زبية الأسد وقضاء علي عليه السلام 120
22 قضاؤه عليه السلام في الأرغفة 125
23 أمر علي عليه السلام الزوجين أن يبعثا حكما من أهلهما 129
24 من أقضيته عليه السلام 131
25 أول من فرق الخصوم علي عليه السلام 173
26 جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة 173
27 قضاؤه في الخنثى المشكل سأله معاوية 174
28 قضاؤه في ثلاثة نفر وقعوا على امرأة ولدت 175
29 عدل علي عليه السلام في الحكومة 189
30 ما ورد في زهد أمير المؤمنين وعدله وإنفاقه في سبيل الله تعالى 212
31 من عدله أمره بكنس بيت المال ثم ينضحه ويصلى فيه ولم يحبس فيه المال عن المسلمين 250
32 زهد علي عليه السلام وعدله 255
33 عفوه عليه السلام وحلمه وصفحه عن عدوه 288
34 من عدله ما أوصاه في قاتله بإطعامه وسقيه والاحسان إليه وعدم التمثيل به 289
35 خوفه عليه السلام من الله تعالى 296
36 إنفاقه في سبيل الله تعالى 297
37 إعطاؤه عليه السلام حلة للسائل الذي كتب حاجته على الأرض بأمره 297
38 صدقات علي عليه السلام 301
39 شجاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 305
40 قتل أمير المؤمنين حية وهو في المهد صبي 338
41 مبيته علي فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الهجرة 339
42 ان عليا كان معه راية رسول الله " ص " في بدر وأحد وغيرهما 341
43 ما ورد في شجاعته عليه السلام يوم بدر 344
44 ما ورد في شجاعته عليه السلام يوم أحد 351
45 لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي 357
46 ما ورد في شجاعته عليه السلام يوم الأحزاب 363
47 ما ورد في شجاعته يوم خيبر 374
48 ما ورد في شجاعته يوم حنين والطائف 396
49 شجاعته عليه السلام في بنى قريظة 399
50 شجاعته عليه السلام في حرب جمل 399
51 إخبار النبي " ص " لعلي عما يكون بينه وبين عائشة 403
52 قول النبي لأزواجه: أيتكن صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب 405
53 جعل رسول الله " ص " طلاق نسائه بيد علي في حياته وبعد مماته 412
54 إخفاء عائشة اسم أمير المؤمنين علي عليه السلام 414
55 قصة حرب الجمل 417
56 ما صدر من شجاعته عليه السلام يوم صفين 513
57 قتل مع علي بصفين من البدريين خمسة وعشرون بدريا 520
58 شجاعته عليه السلام يوم النهروان 523
59 الخوارج والأخبار الواردة فيهم عن النبي والوصي عليهما السلام 523
60 ذم الخوارج وسوء مذهبهم وإباحة قتالهم 536
61 إخباره عليه السلام عن الخوارج وعن ذي ثديتهم 537
62 اخبار النبي " ص " عن الخوارج المارقة 582
63 اخبار النبي " ص " عن شهادة علي عليه السلام 595
64 حديث أنس بن مالك 595
65 حديث أبى رافع 596
66 حديث جابر بن سمرة 597
67 اخباره عليه السلام عن شهادة نفسه 603
68 حديث محمد بن الحنفية 603
69 حديث فضالة بن أبى فضالة 604
70 حديث الأصبغ بن نباتة الحنظلي 606
71 حديث زيد بن وهب 609
72 حديث أبى مجلز وأبى الأسود 610
73 حديث أبى الطفيل 611
74 حديث نبل بنت بدر 613
75 حديث سالم بن أبى الجعد 614
76 حديث عبيدة وأم جعفر 615
77 حديث عثمان بن مغيرة 616
78 حديث كثير وروح بن أمية 617
79 حديث يزيد بن أمية الديلي 618
80 حديث عبد الله بن سبع 619
81 حديث ثعلبة بن يزيد الحماني 620
82 حديث والد خالد أبي حفص 620
83 ما روى جماعة مرسلا 621
84 استشهاد أمير المؤمنين بيد أشقى الناس ابن ملجم 624
85 قول علي عليه السلام: فزت ورب الكعبة 643
86 إن قاتل علي عليه السلام أشقى الأولين والآخرين وأشقى الناس 644
87 وصايا أمير المؤمنين حين رحلته إلى دار البقاء 653
88 تاريخ شهادته عليه السلام وسني عمره حين الشهادة 662
89 محل دفن جثمانه الشريف 667
90 حنوط علي من فضل حنوط رسول الله " ص " 673
91 قتل ابن ملجم اللعين 673
92 أزواجه عليه السلام 674
93 أولاده الأشراف السادة 678
94 بعض مراثيه عليه السلام 686